القائمة الرئيسية

الصفحات

اخيرا اخدت القرار بقلم نسرين بلعجيلي 

اخيرا اخدت القرار بقلم نسرين بلعجيلي


اخيرا اخدت القرار بقلم نسرين بلعجيلي  احتفاليه الاقلام الذهبية 

اخيرا اخدت القرار بقلم نسرين بلعجيلي 
 الرعي الرسمي الاحتفالية الاقلام الذهبية
جروب المجد للقصص والروايات 
تحميل اخيرا اخدت القرار بقلم نسرين بلعجيلي


 اخيرا اخذت القرار....

بعد 15 سنة، أخذت قرار إني أعيش واطلع من السجن اللي حصرت فيه نفسي باسم الجواز الي كان تقليدي، على أساس الحب بيجي مع العشرة، وإنه عريس لقطة ومافيش زيه عريس. مالي هدومه، مركزه الاجتماعي حلو، عنده وظيفة حلوة وشقة و عربية،  على قولة ماما الله يرحمها. حاكون عايزه إيه؟ يعني أنا جوازي اتبنى على هو عنده إيه.

ماقلناش حاجه، المستوى المادي مهم، بس فين هي المشاعر و الحب؟ في فترة الخطوبة كنت بحاول افهمه أو احبه، بس هل الحب في إيدينا؟!

لما قلت لماما إني مش حاسه من ناحيته بحاجة، قالتلي يا عبيطة الحب بييجي مع العشرة وبييجي لما يتقفل علينا باب.

بس ماقلتش ليا  حايحصل إيه بعديها. إيه المفروض يحصل، أنا حاتصرف إزاي، أو هو حايتصرف معاي إزاي، لان طبعا ممنوع و حرام نتكلم في الحاجات دي.

المفروض أنا عارفه والمصيبة أنا مش عارفة حاجة. أخذني على عماي كده، قال إيه حيربيني على إيده.

يوم الدخلة كنت حرفيا مرعوبة من كل الكلام الوحش الي سمعته حيحصل. بس أنا نقطة ماكنتش قادرة اتقبلها، إزاي حابقى مع واحد  رغم انه اتكتب كتابنا، و عملنا الفرح، بس  لسه حساه غريب، والمفروض تحصل بينا علاقه حميمية.

فكرت إني أطلب منه نأجل الموضوع لحد ما اتعود عليه، بس للأسف أخذ الموضوع على نفسه، وانها إهانة لرجولته، ولازم تتم ليلة الدخلة، والا اصحابه حيضحكوا عليه.

هو دا الي كان مهم انا لأ. هو بالنسبة ليه دفع دم قلبه في الجوازه دي، يبقى جسمي حلال عليه. بعد محاولات باءت بالفشل، لأني بجد كنت خايفة وكنت شايفاه زي الوحش الجيعان الي انقض علي من غير مايرحم خوفي. إتصل بأمي الي ماقلش قالتلي إيه وسمعتني إيه. الكل مستني، كله واقف علي.

سلمته جسمي على اساس إنه حيرحمني او على الأقل حيفهمني بيحصل إيه. لأ مش مهم أفهم حاجة، المهم إني أقدم واجبي الشرعي على أكمل وجه، أسلمه جسد بلا روح ولا مشاعر.

كنت باسأل، هي دي العلاقه الي بيتكلموا عليها؟ هو دا أساس الجواز، إني أطبخ وانظف وأخلف واكون زوجة في السرير؟؟ أنا من دا كله فين؟؟ حاولت وحاولت أتعايش مع الوضع بس كان فوق طاقتي. لاقيت سنة بتجر سنة وانا محلك سر. مافيش حاجة حصلت معاي. خلفت ولد وبنت، ومسؤلياتي زادت، بقيت أودي واجيب العيال، واهتم بكل حاجة.

والزوج المثالي بيشتغل ويصرف على البيت. يجي يلاقي كل حاجة جاهزة. ياكل ويسمعني جملته الشهيرة، حصليني على الأوضة في كلمتين عايز اقولهم ليك. 

المصيبة إنه هو مابيقولش حاجة، هو بيعمل وبس. شغال في صمت، وأنا المفروض ما اتكلمش ولا أتناقش، لأن الموضوع دا ممنوع الكلام فيه 

مره قررت أتكلم واعبر عن الي جوايا، وقلتله إني كرهت الموضوع دا. وللأسف أحيانا كان بيبقي كل يوم ولو رفضت يبقى أنا زوجة ناشز وماباسمعش الكلام، ومش لازم اعترض طالما كل حاجة متوفره لي على حسب كلامهم.

بس أنا فين من دا؟؟ انا مش لاقيه نفسي. حاسة إن في حاجة ناقصة. كنت بمثل دور الزوجة السعيدة، بس أنا ماكنتش سعيدة. حاولت وحاولت، بس فشلت. بعد بحث عميق لقيت المشكلة مش فيا، المشكلة فيه هو الي كان فاشل يوصلني للمرحلة الحميمية اللي بيقولوا عليها، وغير كده دخلني في مسؤوليات أكثر مني. نسيت نفسي معاه، هو بينجح وانا بافشل. 

هو وصل لأعلى المراتب في الشغل، اترقى، بقى مدير عام. 

شكله بقى حلو زيادة حبتين. بقى ياخذ باله من لبسه، و البرفان و السهرات وعشاء عمل، غير عربيته مرتين. 

وانا فين من دا كله ؟؟

لا اشتغلت بشهادتي ولا طلعت رخصة سواقة، كل يوم نفس الموال، أودي دا المدرسة، وبعديها السنتر والنادي والتمرينات، وارجع البيت انظف واطبخ. 

لما بصيت في المرايا لقيت وشي ذبلان، مافيهش حياة خالص، هالات سوده، شعر ناشف ومتقصف، وزني زاد شوية، لبسي باهت مافيهش أيام ألوان مبهجة. 

بقيت بقايا أنثى.

أنا رحت فين؟ فضلت كثير أبص في المرايا وانا مش عارفه نفسي مين دي؟؟ 

كل يوم على الحال دا لحد ما صحيت في يوم على واقع هز كياني، 

الي وصلت نفسي المرحله دي علشانه متجوز علي عرفي من وحده صاروخ بمعني الكلمة. جمال ومركز وفلوس. غصب عني قارنت نفسي بيها، وهي كسبت المقارنة.

  لما واجهته ما أنكرش، وجرح مشاعري بكل سهولة. أنا مابقتش وجه مشرف ليه، خاصة مع مركزه الجديد،  وانا أم العيال، دا دوري في حياته، والاسطوانه بتاعته، ناقصك إيه؟

انفجرت عليه إنه ناقصني الحب، ناقصني الأمان، ناقصني الإحساس، ناقصني راجل يشيل عني، راجل يفهمني، راجل يدلعني، راجل يسمعني كلام حلو، راجل يقدر مجهوداتي معاه، وإني سيبت مستقبلي علشان ابني معاه مستقبله، واخليه يكبر، واراعي ربنا فيه و في عياله. كل كلامي ولا هز فيه شعرة، بكل بساطة قالي هو انت عملت إيه؟ كل الستات بتعمل كده واكثر من كده، إيه الجديد ؟؟ 

ومن حقي أتجوز واعيش حياتي طالما مش مقصر في واجباتي الزوجية، وباصرف على البيت وشايف طلبات الأولاد.

فضلت كام دقيقة مش مستوعبه.

شريط حياتي عدا علي بكل حاجه عملتها.

فضلت متنحه كثير قدامه لحد ما قلق عليا وابتدا يقرب مني، بعدت منه وطلبت الطلاق. لحظه دخل في هيستريا الضحك من كلامي. لما خلص قالي انت مستوعبه بتقولي إيه؟ لو طلقتك مين يقبل بيك؟ اخوك الي مش بيسأل عليك؟ ولا أبوك الي اتجوز بعد وفاة أمك؟ وطبعا ما اقدرش أروح أعيش معاهم. وقالي حتى أولادك مش حايرضوا يروحوا معاك  لأي مكان. صدمه ثانيه، ليه هو انت ناوي تطلعني من بيتي؟ قالي دا بيته هو وبإسمه. البيت دا انا ساعدته فيه، بعت ذهبي وكنت بحاول عليه في المصاريف، واحوش فلوس من هنا وهنا علشان نجيب الشقة. يعني انا سنين عمري راحت هباء منثورا. كل حاجة راحت، بس صممت على الطلاق. لميت هدومي وشوية الذهب، وطلعت برا الأوضة. سألت الأولاد، طبعا ولا حد رضي ييجي معاي، لا وكمان سمعوني كلام وحش إني باعمل مشاكل، وبابا مش عايز يطلق، وإني بتخلى عنهم. عايزين مني أسكت على اهانتي، واكمل في التضحيات.

 سيبتهم وطلعت وانا مش معاي جنيه، وهو عارف دا كويس. 

وقفت تحت في الشارع، فكرت إنه حاييجي ورايا يترجاني، بس الحقيقه كانت غير كده. بعد نص ساعة جات مراته الجديدة، وطلعت بيتي، لا أقصد بيته. 

بعدت عن الشارع ورحت المسجد، اتوضيت وصليت وبكيت وفوضت أمري لله سبحانه وتعالى. 

قضيت أول ليلة في المسجد. ثاني يوم الصبح، جات ست تنظف المسجد شافتني، حكيت ليها قصة حياتي وصعبت عليها. اخذتني بيتها، هي عايشه لوحدها و اولادها عايشين بره مصر. 

أسبوع ورا أسبوع وانا مش عارفه اطلع من حالة الحزن الي كنت فيها، لحد ما الست قالت ليا إنها مسافرة عند واحد من ولادها، وماينفعش أفضل في الشقة. نزلت بعت الذهب، وأجرت أوضة، وابتديت ادور على شغل، لحد ما لاقيت شغل في صيدلية في مكان محترم. اشتغلت فيها، صاحب الصيدلية عرف قصتي وساعدني لحد ما اخدت طلاقي. حاولت أرجع علاقتي بولادي، بس طبعا ماحدش كان عايز يعيش معاي،  مش معقولة حيسيبوا بيت كبير طويل عريض، ويعيشوا في أوضة.

عدت علي أول سنة اتعذبت فيها بمعنى الكلمة، بس بعد كل دا فقت لنفسي، وانقذت نفسي من زواج فاشل، زواج اخذ أبسط حقوقي، والمفروض و المطلوب مني استحمل طالما عايشه واكله شاربه. 

الحياه مش كده ربنا عمره ما يرضى لينا نعيش من غير كرامة، ولا نقدم نفسنا للتهلكة. الزواج بالشكل دا تهلكة لنفسنا. ربنا خلقنا علشان نعبده ونعيش عيشة كويسه. ربنا قاسم لكل واحد رزقه. ربنا هو الرزاق، بس نكون مع ربنا بنية صافية، ونفوض أمرنا ليه، لإنه عوضه كبير جدا، فوق مانستوعب. ربنا بيحبنا حب لو فهمناه، مانعملش أي معصية، بس الإنسان كده لازم يمر بتجارب و ابتلاء واختبار،

خلقنا في كبد، ربنا رحيم ورحمني. طلعت من البيت بس سترني. نمت في المسجد ودعيت وفوضت أمري ليه، وحط ست طيبة في طريقي. طلعت من عندها، لقيت مكان أنام فيه، و شغل في صيدلية. الشغل الي درست فيه وما اشتغلتش فيه بسبب الزواج.

كل دا كنت عارفاه وحمدا ربنا عليه، لحد ما جالي العوض الكبير الي فوق تخيلي، ولا عمري اتمنيته.

صاحب الصيدلية أرمل وطلب مني الزواج.

هو ربنا إداني فرصة ثانيه ؟ ربنا عايز يقول لي إن الزواج مش كله زي بعض، و الرجالة تختلف، اه هو كده.

اتجوزت و عرفت معنى السعادة والعلاقه الزوجية ومعنى الحب. 

عارفين ليه؟ 

لأني حبيت نفسي.

الي حصل لي بسببي، لأني وصلت نفسي للمرحلة دي، ماحدش ضربني علي إيدي. أنا الي ركبت قطار التضحيات، بس فقت في وقت مناسب ربنا كان كاتبه لي. وقت أداوي جرحي، واستعيد نفسي علشان ابني حياتي من جديد، واعوض احساس الأمومة الي ضاع مني. في الآخر ولادي رجعوا ليا، بس المرة دي أنا الي رفضت، مش علشان انا أم وحشة، لا علشان يعرفوا اختيارهم ويعملوا ليا ألف حساب بعد كده، ويعملوا ليا قيمة. حياتهم مابقتش زي الأول، وحتي طليقي ندم بعد فوات الأوان. رجعت اعمل واجبي ناحية أولادي و ناحية أولاد جوزي. وإن شاء الله نحو إبني ولا بنتي الي جايين في السكة.

حبي نفسك، واحترمي نفسك، علشان الكل يحترمك و يحبك.

تعليقات

التنقل السريع