رواية رغد الفصل السادس والسابع بقلم مي محسن
رغد الفصل السادس والسابع بقلم مي محسن
رواية رغد الفصل السادس
الفصل السادس
الدنيا دار جمع الأعمال الجيده ، أجمع بها الحسنات قبل المغادرة لدار البقاء الابدي.
ما اجمل أن تجد ضالتك بأنتظارك تغمرك السعادة حين تراها وتسير نحوها وكل خطوة تجعل قدمك تغوص في بحر السعادة والراحة والبسمة لا تفارق وجهك؛ هذا ما حدث لي حين رأيته يقف عل باب الفصل
شعرت بالثقل ينزاح عن كاهلي، تقدمت نحوه وقلبي يحلق في سماء السعادة
رغد: بعد ما تخلص عيزاك
بهى : بس انا مش عايزك
حملنى والقي بي في جب عميق كما فعل إخوة يوسف به،
اعتذرت منه وفي لمح البصر كنت في فناء المدرسة، لا اعلم لما كان رده هكذا ولا ماذا أفعل الان، دقيقة وسماح كانت في اثري وتخبرنى أن مستر بهى هو من طلب منها اللحاق بي، اهتمام متأخر
رغد : هزار رخم قوى
سماح: هو في اية بينكم بالظبط بتكلموا لوحدكم كتير ومش بيسلم عليكى زينا !
طريقتها في الحديث لم ترق لي
رغد : بنتكلم عادى، والسلام مش عارفة اسأليه.
في ذلك الوقت أتت منى وانقذتنى من تلك الرائحة الخبيثة التى استنشتها في كلمات سماح، منى صديقتى المقربه وارتاح في الحديث معها عن سماح
منى: اه اساليه وعرفينا
اخذتنى مني وتوجهنا لمقصف المدرسة، ونحن نسير تحدثنا قليلاً
رغد: فعلاً كنت بزعل لما ما بيسلمش عليا زيكم بس بعد كدا اكتشفت أنه لما بيضربنى في قدمى في مشاعر حلوة تنفجر في قلبي مش عارفه ايه ولا ليه؟!
حين دلفنا المقصف اشترينا عصير وشيبسي ، ابن الدادة يبكى بقوة فحملته منى وانا أحضرت الكرة وخرجنا الفناء لعبنا معه وضحكنا تحولنا لاطفال مثله، انتهت الاستراحة، اوقف سيف منى للحديث معها قبل أن نصعد للجنة فتركتهم وصعدت وحدي قبل أن اصل لجنتى استوقفنى بهى على الدرج وجهه غاضب
بهى: اللعب مكانة النادى مش ملعب المدرسة، هو ابن الدادة قدك ولا أنت ِ عندك ٤ سنين وانا مش واخد بالي.
غضب وصوت عالي وخوف يتجلي في عينيه اسعدانى كثيراً
رغد: الدادة مش عارفة تسكته، والمفروض العب فين ولا المفروض ما العبش في ملعب المدرسة؟!
زادت حدتها في الحديث
بهى: من غير لماضة عجبك الجري والتنطيط ده وسط المدرسة والصبيان كلها قاعده تتفرج علي حضرتك؟!!
تلك غيرة واضحه حاولت الرد بهدوء كى أخفي سعادتى.
رغد: يعنى....
لم يدعنى اكمل كلامى
بهى: استغفر الله العظيم
تركني وهو يتافف وسار بعيداً عنى، وأنا لم أعد أتمالك قلبي من السعادة التى تنهمر به، دقائق واتت مني انخلع قلبي حين رايتها تبكى، من وسط دموعها أخبرتني أنها تشاجرت مع سيف لأنها لعبة بالمدرسة وكاد أن يصفعها
مني: قال لي أنت ِ غبية ولا مجنونه، كل الصبيان كانت قاعدة تتفرج عليكى وبتاكل جسمك بعنيهم.
وهنا أدركت سبب خوف بهى وغيرته، هداتها وفهمتها أن كل تلك العصبية من دافع الحب والغيرة
انهينا امتحام الماده الثانية ولازلت لم اعرفه رقم هاتفي الجديد، حين كدنا نغادر المدرسة والحزن يحتل قلبي أوقفنا مسيو وائل تقدم نحونا هو ومستمر بهي وغادرنا جميعاً المدرسة، أسير بجواره ولكنى اتحدث مع هبه بصوت خافت وذلك اغضب واعتقد أننا نقوم بالنميمه علي أحد زملائنا ولكنى نفييت ذلك، نظراته وحركاته تدل أنه يريد أن يخبرنى شيء بمفردي، نسير جميعاً ونتحدث ثقلت حبيبتى فجأة وابطئت خطاي أذا ببهي يمسكها من الخلف ويبطيء خطاه، تخطونا في السير زملائي، اخيرت استطعت تقديم رقم هاتفي له وأخبرته أن يهاتفنى متى أراد ذلك فأنا لن اتركه من يدي
سريعا ما انتهى الطريق وانتهت معه سعادتى، حين وصلت بيتى آلمنى قلبي من أن غداً أخر يوم بالامتحانات
،ترددت كثيراً حتى تملكت شجاعتى وهاتفته
رغد: كيف سأراك بعد انتهاء الامتحانات
بهي: لما تغمضي عينك هتشوفينى
كلماته انستنى حزنى قليلا وانا اذاكر اري وجهه بكتابي، حين عادت سارة من الجامعة وجلسنا نتناول الغداء سالتها والدتى عن أحمد حزنا على حاله حين أخبرتنا سارة أنه يبحث عن عمل كى يتكفل بمصاريفه ويخفف الأعباء عن والده قليلاً، فهو موظف بدائرة حكومية وراتبة قليل
ويجب أن يبدا العمل ليؤسس حياته
الام: خلاص هانت كلها سنه ويتخرج ويبقي معيد في الجامعة ونتم خطبتكوا أن شاء الله
رغد: يعنى لو مبقاش معيد مش هتتجوزيه؟!
سارة: المعيد برستيج ومرتب محترم وشقة ،لو مبقاش معيد هنستنى سنين اكتر عشان ناسس بيت
لم اقطنع بحديث سارة ووالدتى التى تدعمها دوماً، عدت لحزنى باقتراب إجازة منتصف العام، كما لم يدعنى في صحوي لا يدعنى في منامى؛ رأيته في منامي يخبرنى بحبه لى ويقبل يدي ونخطو سويا علي السحاب
سارة: انهاردة أخر يوم مش هتشوفيه تانى
كلمات سارة وهمسها في اذنى افزعونى، انتفضت من فراشي وانا اصرخ بانى صهوت وساصلي واذهب سريعاً
بينما هى وقفت تضحك على بكل قوتها
ما أن وصلت المدرسة رأيته يقف علي بابها ينظر الي وانا اقترب منه حقاً هو بهي والبسمة تزيد وجهه بهئاً
رغد: واقف كدا ليه؟
بهى: مستني القمر
عينيه تفيض حب اغرق به قلبي فتسارعت خفقاته، شيء بداخلي اخبرنى انى المعنية بكلماته ولكنى تعمدت اخفاء ادراكى لمبتغاه
رغد: بس القمر بيطلع باليل
بهى: أنا قمري بيطلع الصبح
سهم كلماته أصاب قلبي، غزل وثناء مستتر، اعتلت حمرت الخجل وجهى ،خفضت بصري عن سهام نظراته، لم استطع الرد فقد أتت سماح والغضب يسيطر علي خطواتها وصوتها وهى تسالنا لما نقف وحدنا هكذا، ونحن بالفصل سالت مني منذ متى وبهى يقف علي باب المدرسة
مني: احنا جينا كان جوه خرج سلم علينا ووقف معانا شوية وبعدين خرج وقف شكله مستني حد واتأخر.
تتهكم علىٰ كلانا ندرك من كان ينتظر، حين انتهي الامتحان بحثت عنه كثيراً كى أراه قبل أن اغادر ولكن لم أجده خطوت بحزن لم اجد مبرر لزملائي بالانتظار فقد حضروا جميعاً، قبل ان اعبر البوابة سمعته ينادينى فأخبرت منى أن يسبقونى وانا سالتحق بهم، ذهبت إليه سريعاً
رغد : لو ما كنتش شفتك كنت هزعل قوي
بهى: وأنا كمان، أنا مسافر الفجر أن شاء الله
قدمت له اخر قصيدة أعطاها لي لقراءتها وابديت اعجابي الشديد بها
بهى: لأنها من عيونك
تناجينا قليلاً ثم أغلقت عيونى لاحتفظ بوجهه داخلها وتحفر في عقلي
بهى: هتوحشينى
همس بها بأذني برقة وشوق طاغيان، فتحت عيونى وجدته قريب مني جداً كادت أن تختلط انفاسنا، لم أشعر بالزمان ولا المكان حتى حطم صوت مسيو وائل تلك الهالة التى احاطتنا وعزلتنا عن العالم؛ خطوت لاغادر وأنا اكبح دموعى خلف أسوار احداقي بكل قوتي خطوات قليله والتفت وجدته لايزال يقف مكانه وينظر إلي ، أردت الركض إليه لاقول له( أحبك) ولكن لم اعد
( اللهم اني استودعك عبدك فأحفظه ورده سالماً)
ظللت اردد ذلك الدعاء وأنا أسير حتى اخذتنى هبة بعيداً عن زملائنا لتحدثنى بمفردنا وتخبرنى أن هناك من يشك أن علاقه حب تجمعنى بمستر بهي وذلك يغضبهم ولا تعلم لماذا؟! تعجبت مما سمعت ولم افهم لما يحدث ذلك وما يعنيهم في شؤنى ولما يضعون أنوفهم ب حياتي
هبة: انت دولفين وسط محيط مليان حيتان، الثانوي المشترك يتاكلي يتتاكلي
ما أن عدت بيتى أغلقت علي غرفتى، ضممت دبي الي صدري واطلقت العنان لدموعي ففاضت أنهارا
اول يوم بالإجابة استيقظت بموعدي لم احدث ضجيح حتى لا اوقظ اختى من نومها وجلست مع والدى بالصالة
بعد أن أديت صلاة الفجر، تمر الساعات أمام التلفاز سريعاً
بعد اذان الظهر اتصلت به كى اطمأن عليه ولكن لم يرد فعدت الاتصال فأجاب اطمان قلبي حين اخبرنى أنه وصل بلده سالما، فصليت ودعوت الله أن يحفظه
انهت سارة تردد والدتى وقمنا بإزالة منضدة السفرة وغسلنا بمكانها السجادة، موجة ضحك ضربتنى حين تزحلقت سارة بالصابون علي الارض، فرشقتنى والدتى بالماء فسقطت أيضا ضحكنا ولعبنا بالماء كثيراً، تعبنا كثيرا في تجفيف الماء الذي اهدرناه؛ حزنت امى حين ابتل ألانترية، حين انتهينا دخلنا الحمام تباعا وبدلنا ملابسنا جلست علي مكتبي اقراء ذلك المقال الذي كتبه مستر بهى عن الحب وقمنا بتصوير نسخ منه لنا جميعاً، قرات لسارة بعض منه بصوت عالي
١-الصدق مع من تحب صدق في المشاعر والأحاسيس صدق تلمسه في الكلام لأنها صادر من القلب
٢- أخلاص ووفاء ، ما اجمل ان يحمل الحب هاتين الصفتين وأن لم يوجد في الحب إلا هاتين الصفتين لكفتا
سارة : يعنى اهو عارف أن الواحد لازم يكون صادق وأمين، ازاي حزين أن بنت عمه اتخطبت لغيره وازاى بيحبك فكري بعقل يارغد ماتندفعيش بمشاعرك
رغد : هو ماقاليش بصراحة أنه بيحبنى بس بشغل جزء فى عقله وقلبه لو صغير دلوقتى هيكبر بعدين
سارة: ماتعلقيش نفسك بحاجة مش هتحصل
تسلل الخوف الي قلبي وعقلي، سَلت دموعي دون أن أشعر
حاولت تهدئتى، ولكن دموعى لم تهدأ ألا حين اتصل احمد بها واعطتنى الهاتف احدثه فرويت له وانا اضحك كيف سقطت سارة
اوقات الإجازة ممله محزنه لم استطع الوصول إلى بهي ومحادثتها، كل يوم أظل اتصل به واجد هاتفه خارج نطاق الخدمه، اسبوع حزين لم اسمع فيه صوته وابذل جهد مضنى في محاولة اخفاء قلقي عن اسرتي، هذا المساء اصررت أن اسمع صوته؛ ظللت احاول الاتصال تنفست الصعداء حتى أجاب اتصالي
بهي: هنا الخدمة ضعيف جداً عايزة التليفون يشتغل ازاي وما اتعملتش شبكات لسا احنا في الصعيد مش القاهرة عشان اكلم حد لازم أخرج من البيت واوصل للبحر عشان يجيب شرطة شبكة واحده
رغد: يعنى أنتَ دلوقتى على البحر؟
بهي: أه قلت أخرج لحد كدا يتصل بي ويكلمني، واخده بالك أنت...هاه
قفز قلبي من السعادة
بهي: وحشتني ابتسامتك الخجوله
رغد: عرفت منين انى مبتسمة؟!
بهي: انا حافظ كل تفاصيلك
#مي_محسن
تعليقات
إرسال تعليق