روايه رغد الفصل الرابع والخامس بقلم مي محسن
روايه رغد الفصل الرابع والخامس
روايه رغد الفصل الرابع
الفصل الرابع
اعوذ بكلمات الله التامة من كل سوء
نصف ساعة مرت وقلبي يرقص فرحا بوجوده بجوارى، ولكن سرعاً ما انتهت سعادتى تلك ؛ همس لي بهى عن رغبته في المغادرة
بهى: أنا آسف يا رغد أنا هامشي لأنى مش متعود اقعد في مكان ماليش فيه لزمة
رغد: لا ليك، وجودك جانبي له مليون ألف لزمة
مستر بهى: طب هنزل شوية عشان زهقت وارجع
رغد: ممكن ادخلك المكتب...بابا عنده مكتبه تحفه وفيها كتب كتير ودواوين هتعجبك
مستر بهى: لا ...عشان أهل البيت ياخدوا راحتهم
بمغادرته غادرت السعادة حياتى وظهر الحزن علي وجهي ، حين انتهي الدرس ونحن بالمكتبة نصور الاوراق وقفت ابحث بعيونى عينه بالشارع حتى رأيته قادم، تقدمت نحوه وحدي
مستر بهي: أنا بفكر اسافر أشتغل بره مصر ، الشغل هنا مش مجزى خالص ، المرتب يادوب أكل ومواصلات وإيجار الشقة، لو تعبت مش هعرف اكشف أو اجيب علاج.
قبض قلبي حين سمعته يقول ذلك وحزنت من حزنه علي أحواله التى تشبه أحوال شباب كثيرة
(اجلس في سفينه وسط البحر لا اري شاطيء، خائفة ابكى واستغيث بوالدى، ولكنى لم أره ) استيقظت من ذلك المنام خائفة، قرات بعض الآيات والاذكار ولكن لم استطع النوم، فجلست علي مكتبي ودونت فيNoot Book
قلبي سفينة تبحر في بحر حبك الثائر، تعلو قليلاً وتهبط قليلاً، اخاف الغرق ، أحاول أن ارسو على شاطيء السعادة)
انهيت كتابتى وتوجهت لغرفة امى ونمت بين ذراعيها في سكينة وأمان ، استيقظت وانا لا اذكر اي شي عن خوف أمس، وانا في طريقة للمدرسة رأيت مستر بهى يسير وحيدا فاوقفت التاكسي وصرت معه
مستر بهى: نمت امبارح كاني ما نمتش من سنة ،بس كويس ما اتاخرتش علي المدرسة
دقائق كانت لي عمر كامل وانا اسير معه ونتحدث وحدنا، رايت الغيرة في عيون سماح حين وصلنا المدرسة وشعرت بها في صوتها وهى تسالنى كيف وصلنا سويا
مني أيضا لم تصدق أننا تصادفنا هنا بل ترجح انتا تواعدنا من أمس، كما اخبرتنى أن ياسر كان يريد التحدث معي أمس ولكن وجودى مع بهي أضاع فرصته، كان يريد اخباري بمدي حبه لي وكم كانت عيونه تاكلنى بغضب وانا قادمة اليوم مع مستر بهي وكذلك إيهاب كان الغصب محتل وجهه
اسعد امسياتى حين يعود والدى من رحلة عمله، نتناول العشاء ويروى لنا ما حدث معه والأماكن التى اصطحب بها السائحين
برزت الشمس بجهتها فاضاة غرفتى وايقظتنى من نومى ، دعوة الله أن اصادف بهي اليوم ايضا ولكن لم يحدث ذلك بل حدث الاجمل قد كان مراقب لجنتى فاتى وجلس بجواري قبل ان يبدأ الإمتحان
بهى : أنا شايف سعادة كبيرة في عيونك ، ممكن أعرف السبب ولا سر؟
رغد: هو سر بس مش عليك، حاسه أنى بحب قوى
بهى: إيهاب اكيد صح؟!
صوته هذا ام رعد يصم اذنى كلماته تلك ام كراة لهب يصبها فى أذني، تركنى وسط الجحيم وذهب لاستلام اوراق الامتحان وقام بتوزيعها، تسلمت منه ورقتى والظلام يكسو عيونى، انظر للورقة ولا اري شيء ، اخرجنى من ظلامي صوت مني وهى تستدعي مستر بهى فأتى بلهفه وسألنى ما خطبي، كانت تسيل دموعي دون أن أشعر، كدت انفجر حين ربط بكائي بعدم مذاكرتي، توجهت للحمام غسلت وجهى وحاولت التركيز في الامتحان، جاهدت كثيراً لاتذكر إجابات الاسئلة التى امامى، انهيت الامتحان ووضعت راسي علي المقعد كى لا أراه أو اضطر للتحدث معه، دقائق و غادرت الفصل جلست بالفناء اتناول رقائق البسكوت واستنشق الهواء
اقبل كل اصدقائي وهم يتأففون ويسبون في الامتحان
سيف: حليتوا السؤال الثالث ازاى كان صعب جدا؟!
سماح: لافف وصعب جدا
لم اعي عن ماذا يتحدثون لا أذكر من الورقة اي سؤال، وسط ضجيجهم استدعانى بهى من نافذة الفصل فقد نسيت أن ادون اسمي علي ورقة الامتحان فأسرعت اليه
رغد: آسفة تقريباً ضغطى علي
مستر بهى: أنت ِ عندك الضغط؟!
رغد: اه بس مش دائم، انفعالي
مستر بهى: وآية زعلك انهاردة؟!
رغد: أنت لما قلت انى بحب ايهاب، أزاى تقول كدا مش حاسس أنا بحب مين؟! أنت نسيت كلامك ؟
مستر بهي: لا ..بس سمعت انك بتكلميه وبتخرجوا سوا وأنه مسك ايدك وباسك
اصبحت الأرض تميد تحت قدمى ، ما هذا الذي اسمعه؟ كدت يغشي علي واسقط ولكنه لحق بي، اقتحمت ميس شيماء الفصل وهى تصرخ,، اسندانى واجلسانى
احضر لي بهي ماء ارتشفت منه القليل،
شيماء: ايه يا رغد مالك ؟
رغد: دخت فجأة اسفة يا ميس
دقائق مرت علي دهر، لم أعد أريد البقاء أكثر من ذلك، حاولت الوقوف ومغادرت الفصل فعاونتنى ميس شيماء للعودة الي صديقاتى في الفناء وبهي ظل بالفصل يراقبنى من بعيد
ما أن راونى استند علي المعلمة ولا استطع السير هرولوا جميعاً إلي اعتذرت منهم وطلبت أن يحضروا لي تاكسي لن استطع السير معهم ، ركض ياسر واوقف أول تاكسي مر ، لم يتركونى حتى ركبت، انطلقت السيارة وانطلقت دموعى معها نهر جارف، حين وصلت بيتى وراتنى أمى لا استطع السير انخلع قلبها عاونتنى وهى تسألنى ما حدث
لم استطع ان أخبرها الحقيقة، وتعللت بصعوبة الامتحان
حاولت أن انسي ما حدث واعود لرشدي، وقفت اصلي، ولكن ظللت ابكى واشكو الله ضعفي وما القي علي من افترأت ويظهر براتى من بشاعة ما قيل عنى
فتحت عيونى وجدت أمى تضمنى وتطلق العطر في وجهى، افاقتنى من اغمائي
الام: طول عمرك بتقولي كويسة وأنت ِ تعبانه مافيش نقاش يلا علي المستشفي
رضخت لها فلا اتحمل أن يؤلمها قلبها قلقاً علي
الطبيب: ضغطها عالي قوي
رغد: كنت ف الامتحان وفجأة الدنيا ظلمت وماشفتش حاجه
الطبيب: ده ضغط الامتحانات..ماتخديش كل حاجة علي اعصابك ..لما تكبري وتشتغلي مهما كانت شهادتك مرتبك مش هيكفي فطار ومواصلات
ضحكت أنا وامى والطبيب بشده، عدنا للمنزل بعد أن احضرنا الدواء، أعدت وضوئي صليت بعد أن دونت بتاريخ اليوم في دفتري
( غرست خنجرا في قلبي، لا اقدر علي وصف الألم)
روايه رغد الفصل الخامس بقلم مي محسن
اللهم انى استودعك نفسي واولادى
تكالبت علي الأفكار والأسئلة التهمت عقلي، أحضرت والدتى عصير وجلسنا في الشرفة نتناوله
رغد: أه طبعا خدت الدواء ، عايزين نشتري ورد الوان غير ده
الام: عايزه اجيب قبة القاضي وكمان شفت في التليفزيون ان زرع البطاطا في المطبخ بيمتص الروائح الكريهه
اتفقناء أن نذهب يوم الجمعة للسوق لشراء المستلزمات، عدت غرفتى وانا الملم عقلي واحاول التركيز في دروسي .
عادت اختى من الجامعة ودخلت علي ملهوفه خائفة بعد أن أخبرتها امى بوعكتى
لم استطع ان اخفي علي اختى حقيقة ما حدث، فرويت لها الحقيقة كاملة؛ منذ أن وقعت عينى علي بهي لأول مرة.
سارة: فى فرق بين الاعجاب والحب كمان ازاي حزين علي بنت عمه اللي اتخطبت ويفكر فيكى ويحبك؟! ، ماتستعجليش علي الحب هيجي في وقته، أنا قلت لك الولاد مالهمش أمان ماينفعش تتعاملي معاهم على أنهم اخواتك، أنت جديدة في المدرسة وماتعرفيش خلفية اخلاق وتربية حد فيها، ماحكتيش لماما ليه؟!
رغد: خفت تيجي المدرسة وتعمل مشكلة، ممكن تضرب الولد اللي اتكلم عليا
سارة : بعد ما تعبتي هتيجى تهد المدرسة على دماغهم .
ضحكنا بقوة، الحديث مع اختى أزاح عن صدري تلك الغيمة القميئه
في المساء حين عاد والدى روت له والدتى ما حدث فغضب منها لعدم الاستنجاد به ولكنها استطاعت امتصاص غضبه حين أخبرته أنها لم ترد ازعاجه وإثارة خوفه حتى لا يأتى مسرعاً بسيارته ويقع له مكروه كما أن المسافة بين مقر عمله وبيتنا كبيرة
استلقيت علي تختى وكل عقلي في كيف ستظهر الحقيقة أمام بهى لم استطع النوم، فايقظت سارة ونمت بين ذراعيها، اخترق النور جفونى واجبرنى علي الاستيقاظ من رقادى وجدت والدى ينظر لنا مبتسما
حين اوصلنى للمدرسة التف حولنا زميلاتى ودعوه للجلوس معنا ب المدرسة ، هم كانوا بعالم وانا بعالم اخر ابحث عن بهى بعيونى ولكن لم أجده بعد أن غادر والدي اقبل علينا سيف وياسر اطمئنا علي فقد كانوا قلقين بعد أن أخبرتهم هبة انى كنت بالمشفي أمس
انتهيت من إجابة الامتحان مبكراً، وانا اتجه لفناء المدرسة بحثت أيضاً عن بهى بعيونى ولكن لم أجده فجلست بمكانى المعتاد والسئم يلتهم عقلي .
وقف امامى فجأة لا اعلم من أين ظهر ؟!، تخبطت مشاعري بين السعادة والحزن والغضب، اغرورقت عيناي بالدموع حين سالنى عن حالي وكيف اصبحت ؟! فرويت له ما حدث أمس، فقدت السيطرة في التحكم باحداقي،ازحت وجهى عنه حتى لا يري دموعي، جلس بجواري ومسح عن وجهى دموعى، فيضان مشاعر اجتاح كيانى
رغد:أنا ممكن اعمل كدا؟! أنت ازاى تصدق كلام التافه ده؟! انا هجيبه يقولك الحقيقة قدامى
مستر بهي: ماخطرش في بالي أصلا أنك ممكن تكلميه، أنا كنت بسالك عشان اعرف الحقيقة مش اتعبك
رغد: انا ماحبتش غير واحد بس، أزاى وأمتى ماأعرفش!
بهى: اللي بيحب حد بيخاف عليه يعنى مثلا أنا بحب رغد ورغد بتحبنى..صح؟
سؤال ذلك أم سيل من السعادة واعتراف بالحب يكسوه الخجل؟! كلماته تلك كسحت عن ذاكرتي كل ما حدث واعادت البريق إلى عيونه واعتلت حمرت الخجل وجنتي، أدرت وجهى عينه ولكن محاولتى فشلت كسابقتها فهو يرانى من كل اتجاه
رغد: صح
بهى: بتبقي حلوه قوى وأنت ِ مكسوفة
بدأ الضجيج بالاعلى انتهى الامتحان فنهض من جواري ودخل المدرسة حتى لا يرانا احد
ثانية وامتلاء الفناء بالطلبة أقبل اصدقائي وهم يتحدثون عن يسر اسئلة امتحان اليوم، حين رأيته يقف في نافذة الفصل شعرت أنه يريد أن يقول لي شيء فتعللت بنسيانى شيء بمقعدي وصعدت إليه
حين رانى ادلف الفصل ابتسم ومدح فطنتى، قدم لي ورقة مطويه مدون بها احد قصائده فتعجبت لِما لم يقرأها علينا جميعاً
مستر بهى: انا كنت بقصد اقولهملك أنت ِ بس أنت ِ ماكنتيش بتفهمى قصدى، بعد كدا ماحدش هيقرالي غيرك أنتِ
كلمة أخري ومشاعر اخري وسيغشي علي من فرط السعادة لم أعتد تلك المشاعر من قبل
سرنا سويا حتى الفناء تعجبت سماح من رويتنا سويا وسالتنى لما تأخرت هكذا، ولكن لم يكن ذنبي ، ميس شيماء هى من اطالت بحديثها معي علي الدرج، سالونى أن كنت ساذهب معهم لمراجعتها، واتجول معهم قليلاً بالشارع كما يفعلون يتجولون بعد الدرس بالمحلات ولكنى اعتذرت منهم فانا لم اعتدت التجول سوي مع والدى كما أن والدى سيكون بانتظاري فهكذا اعتدنا يوصلنا وينتظرنا حتى ننتهي ونعود بيتنا سويا
منى : كذا مرة نتقول لها تعالي ذاكر معانا أو نتمشي أو تاخد معانا درس مش بتردي
حديث منى العفوي ذلك أكد له صراحتى منذ قليل، فانفرجت اساريره وظهرت الراحة علي وجهه، كل خطوة اخطوها تجاه بيتى تقربنى من قرأة قصيدة بهى التى يلتهمنى الفضول لاعرف فحواها، وحين وصلت لم استطع الاختلاء بنفسي لقراءتها فبعدى بدقائق وصلت جدتى لتطمئن علي صحتى، ساعة من الأحاديث وتناول الفطور والضحك مع جدتى، أخيراً استطعت قراءتها ما اجمل ما خطت يداه قصيدة يتغزل بها في عيونى ويصفها بالبحر الذي يجمع كل العصور،وبهما ينسي اسمه ويعيش بهما في عالم اخر ) كل حرف اقرأه يحرك قلبي كورقة الشجر في مهب الريح كم من المشاعر أجتاحت كيانى من قرأة ابياته،
حملانى لعنان السماء خاصةً بعد أن قمت بتشغيل الكاسيت علي اغنية عمرو دياب ( بعترف قدام عنيك انهارده انا عمري ليك سبنى احبك يا حبيبي وانسي روحى بين اديك) كم أردت الصراخ والبوح لكل العالم بمشاعري تجاهه، سعادة وحب بداخلي يريدون الخروج لكل العالم ، وقفت أمام المرآة اتأمل عيونى ووجهى كأنى أراهم لأول مرة، هذا الجمال وذلك البريق بعيونى يزيد جمالهما، والبسمة تنير وجهى وحمرت السعادة تزين وجنتى، اخرجنى من نهر سعادتى صوت الاذان أغلقت المسجل وتوجهت للحمام للوضوء، آه من أمى تدري ما يحدث في ثنايا قلبي ولا تتفوه بكلمة تريدنى أن ابداء الحديث معها ولكنى اعرف رأيها مسبقا فهى لا تريدنى أن انشغل بشيء عن صلاتي ودراستي فحديثها الان معى عن تلك السعادة التى تزين وجهى والتى هى نقيض حالي أمس وسؤالها أن كان هناك ما اريد أخبرها به أكدا لي ذلك .
أما سارة فقد أتت من جامعتها متلهفة لمعرفة ما فعلته اليوم، فاخبرتها ما حدث بالتفصيل فقررت علي مسامعي نصيحة أمس، التى آمنت بها بعد ما حدث لن اتعامل مع الناس كأخوه بعد ذلك وساحذر جيدا خاصةً من الصبية .
قطع حديثنا دخول جدتى الغرفة وطلبت من سارة أن تحضر لها بعض أنواع العقاقير من الصيدلية
نصف ساعة وعادت سارة تحمل شريطً واحداً فقط، حزنت جدتي من استهتار شركات الأدوية الطبية بحياة المرضي يخفون الدواء فترة ثم يعيدوه بضعف الثمن بذريعة غلاء المواد الخام لأنها مستوردة
عاد والدى في موعده وهو يحمل لنا كما وعدنا بالصباح هاتفين نقلان سعدت بهاتفي كثيراً ف الان يستطع بهي مهاتفتى دون خجل، نمت كى ينقضي ساعات الليل بسرعة.
حين وصلت المدرسة في الصباح لم يشغلنى حزن زميلاتى من عدم وقوف والدى معهم ومغادرتة بسرعة كما انشغلوا هم وامطرونى بوابل من الاسئلة عنه،
كان عقلي وعيونى معلقان ببهى الذي لم اعد اراه في الصباح ما هذا القدر؟!
أعد الحروف والسطور كى انتهى من امتحاني سريعاً لابحث عنه بالمدرسة، ما اجمل أن تجد ضالتك بأنتظارك
تغمرك السعادة حين تراها وتسير نحوها وكل خطوة تجعل قدمك تغوص في بحر السعادة والراحة والبسمة لا تفارق وجهك؛ هذا ما حدث لي حين رأيته يقف عل باب الفصل
شعرت بالثقل ينزاح عن كاهلي، تقدمت نحوه وقلبي يحلق في سماء السعادة
رغد: بعد ما تخلص عيزاك
بهى : بس انا مش عايزك
#مي_محسن
تعليقات
إرسال تعليق