القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رغد الفصل العاشر بقلم مي محسن

 
رواية رغد الفصل العاشر بقلم مي محسن

رواية رغد الفصل العاشر 
رواية رغد 

 الفصل العاشر

 ‏اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

 ‏

 ‏

 ‏تعجبت من عدم جلوسه معنا كالمعتاد، فأصبح الوقت رتيب وممل، عيون سماح تراقب عيونى تراقبنى تنظر اينما نظرت وذلك ازعجني، أثناء حصة مستر بهي رأيته يتاملنى وهو شارد ثم ينظر لباقي الفتيات، ما أن تلاقت عيوننا انفجرت براكين السعادة بداخلي، اشعر بحمرت وجنتي، حاولت اخفاء ابتسامتي لم اقدر، أدركت حديث عيونه التى تخبرنى كم يعشق خجلي من بسمته الرقيقه،  وقت الاستراحة أتى أحد طلاب الصف الثالث واراد منى أن أقبل اعتذار إيهاب حقا ضقت منه ذرعا لا يمل من ارسال زملاء لنا لاحدثه، ما أن أقبل علينا سيف حتى صارت منى ترجف رعباً، انهي الحديث معه وأخبره ألا يحدثنا مرة أخري، قبل أن يقف قلب منى من الرعب ذهبنا لحجرة الكمبيوتر لنجلس مع ميس شيماء هذا أمن مكان، ونحن ف الممر صادفنا بهي 

بهي: هو مش أنا قلت خفي حركتك شوية ؟!

رغد : هنروح عند ميس شيماء 

 ‏رويت له ما حدث اثناء الإجازة بعجاله فكانت منى تريد التحرك بسرعة تخاف أن يراها سيف ويتشاجرا مرة أخري.

 ‏بعد انتهاء اليوم الدراسي وانا انزل الدرج صادفته أسفله 

 ‏بهي: خدى بألك من نفسك 

 ‏سهم خوفه النابع من حبه أصاب قلبي 

 ‏رغد : وانت كمان خد بالك من نفسك عشان....

 ‏بهي: عشان اية؟!...هتفضلي تنقطينى بالكلام كدا علي طول ...أهي كتيبة الإعدام وصلت...

 ‏ضحكت، نظرت خلفي وجدتهم اصدقائي ، كان في مقدمتهم سماح لم تكن تنزل الدرج بقدر ما كانت أقدامها مطرقة تضرب الأرض

 ‏ونحن في طريق العوده سالتنى سماح ماذا بينى وبين مستر بهي

 ‏سماح : انا بس عيزاكى تحافظى علي نفسك عشان في مدرسين بتضحك علي عقول البنات وتتحرش بيهم 

 ‏رغد: مستر بهي ، ملتزم وبيصلي ومحترم استحاله يعمل كدا وانا مش غبيه عشان اسمحله يمد أيده علي جسمى، بس انا سعيده بخوفك عليا ومقدره نصيحتك.

 ‏مللت والمواضيع كثيره لا اعرف عن ماذا اكتب ما كان أي الا ان اذهب لوالدتى تساعدنى في كتابة ذلك المقال الحر

 ‏اقترحت والدتى أن أكتب عن التعصب الرياضي فدونت خلفها ما قالت

 ‏( إن التعصب الرياضي ناتج عن حب الشخص لناديه، وذلك الحب يجعله يري الفريق المنافس عدوا له ، يتجلي ذلك الفكر والشعور في تعامل المشجع لنادي مع مشجعين الفريق الآخر، وقد تصل التشابك بالايدي)

 ‏توقفنا لان سارة عادت من الجامعة وهي تقفز فرحا، ارتنا راحتها التى ارتدت بها الكالتير الذي أحضره لها احمد، ادعينا أنا وامى المفاجئة

 ‏سارة: يلا سلام علي اساس انك ماكنتيش معاه وأنت ِ الي مختراه

 ‏رغد: الفتان...فالح بس يقولي، سر .

 افتح مقلتي وانا انتظر كم السعادة التى تجتاحني من بهي، قبل أن ادلف من باب المدرسة ارتديت نظارتي الشمسيه كى اريح عقلي من تربص سماح لعيونى، وحين سالونى لماذا ارتديها ادعيت أن عيونى تؤلمنى ، نتحدث ونضحك وإذا بيده تمتد لتزيل عنى نظارتي، أنه بهي ارتداها هو فضكتك البنات وأخبروه أنها لا تليق به فهى بناتى، ونحن في فترة الاستراحة وجدته امامي أخذ من وجي النظارة ووضعها في جيبه تركتني مني وذهبت لسيف 

 ‏بهي: عيونك حلوة قوي ، الشمس بتبين لونهم والايطار سبحان الذي أبدع في خلقه

 ‏هو يعزف بكلمات الغزل وانا قلبي يرقص علي ايقاع كلماته، فأخبرته حقيقة ارتداءي لها، فشاط غضباً 

بهي:  ‏لازم تشيلي الشك ده من دماغهم ، وتاكدي لهم أن مافيش حاجة بينا 

تبخرت كل سعادتى، قبض قلبي، سقطت دموعي من صدمتى به، وسألته والصدمة تثقل حروفي

رغد:  لماذا؟!

عاد لهدوءه المعهود

بهي : أنا عارف اننا مش بنعمل حاجة غلط والحب مش عيب بس كل حاجة بس مش عايز حد يعرف حاجة دلوقتي

اخترق صوت مني صدمتى، سحبتنى من يدي وانا قطعت ثلج تُسيرها دون وعي، جلسنا لنتناول طعامنا رويت لها ما حدث بوبختى علي عدم ردي السريع عليه 

دقائق ووجدته يقف امامي، مبتسماً ، ضربتى في قدمى ، أخذ من يدي الساندوتش وقطة قطعة منه وهو يشكرني، فهو لم يفطر بعد، فقدمت له أخر 

بهي : لا مش جعان

تركنا ومش فغضبت منى 

مني : بيستهبل صح؟!

رغد: لا بيصالحنى

اخذت يدها ووضعتها علي قلبي، الذي يتفوق في سرعته علي القطار السريع، مما جعلها تخاف علي وتسالنى كيف ومتي أحببته كل هذا الحب

رغد: مش عارفة؟! ... اول مرة احب 

انتهت فترة الاستراحه وعدنا للفصل، أثناء حصته وقف امامى فتح كشكول فراي انى كتبت بجوار القلب الذي رسمه لي ... راقبنى وانا انقل ما علي السبورة، وحين راي اني انتهيت أخذ قلمي وكشكولي قراء ما كتبة وهو يبتسم ، كتب به، لم يعيده لي، اكمل الحصه وهو في يده، وحين انتهت الحصة غادر الفصل، أكملت يومى والفضول يأكل عقلي، تنفست الصعداء مع جرس انتهاء اليوم، بحثت عنه بغرفة المعلمين لم أجده عدت تانيأ لاعلي وبحثت عنه وجدته بالصف الثالث لازال كشكولي بيده، وقفت انتظرة حتى انتهى من الشرح ، خرج لي 

رغد: تقريباً كشكولي لزق في ايدك

حاولت سحبه من يده ولكنه متمسك به بقوة

بهي: واو.. أنت ِ بتكتبي شعر 

رغد: مش زى الي أنت بتكتبه بس محاولات بسيطة

بهي: بس حلو قوي زى اللي بتكتبه..ها هتسمعينى إيه ؟!

رغد: لا اتكسف

بهي: طب نحلها ازاى دى بقي...

عيونه تخترق روحى....أعاد لى كشكولي على ألا افتحه الا بالمنزل ، أخذته منه ووضعته بالحقيبة وغادرت المدرسة.

                ( عينيك بحر يجمع كل العصور

              النظرة الواحده فيها تكفي باقي الدهور)

 ذلك ما دونه في كشكولي الذي فتحته قبل أن أبدل  ملابسي حتي، ضممته وقبلته ووقفت اقفز فرحا

 ‏قبل غروب شمس اليوم وانا اضبط حقيبتى لغد كنت مترددة هل اصدق في كلامى وأخذ له كشكولي ام لا؟ فانا محرجه وخائفة من نقده فما ادونه هو جزء مني كما أنه غير متقن كالذي اقراءه

 ‏( ماتنسيش كشكولك مش هقول اي اعذار)

 ‏تلك رساله منه أنهت ترددي وجعلتنى أضع النوت بوك خاصتي في الحقيبه

 ‏اليم ذهبت للمدرسة وانا اقدم خطوبه واعود خطوه، جلست انتظر قدومة ولكن لم يأتي ، تبخر خوفي من نقده واحتل قلبي الخوف عليه فقد انتهت الحصة الأولي ولم يحضر بعد، عطره تسلل لانفي ولكن بعيدا لم يطمئنني،

 ‏اسناذنت المعلمة وخرجت بحث عنه، حين رأيته اطمئن قلبي، حين عدت الفصل نظرت لى منى بغضب 

 ‏مني: اطمنتي علي حبيب القلب 

 ‏ضحكت واهبرتها أن تصمت حتى نستمع للمعلمه، مع جرس الاستراحه أخبرت منى أن تأتي معي بسرعة، دلفنا لحجرة المعلمين،كانت فارغة فتركت علي المنضدة كيس بلاستيكي مكتوب بداخله بهي علي منديل، هرولنا للخروج قبل أن يرانا احد ونحن نضحك بقوة، تتعجب مني لما فعلت ذلك ولم أعطه له بنفسي ولكني أردت مفاجاته دون أن يخجل أي منا، خرج من المبنى وجلس علي الدرج المقابل إمكانية المعتاد نظر إلي وأخرج الساندوتشات وبدأ يأكلها، أدركت انا ومني أنه أيقن انى من وضعت له كيس الساندوتشات بحجرة المعلمين، بالحصة الاخيره دخل علينا بهي ومستر عبد الباسط معاً اوقفونى انا ونيرمين وميلاد وسيد علي الصبورة وجعلوا كل منا يقراء مقاله أمام الجميع ثم أبدوا إعجابهم ما كتبنا ونصحونا أن  

 ‏قد يكون مقدرا لنا أن نكون صحافيين، قبل أغادر الفصل وقف أمامي وطلب كشكول، حين رآه فزع لانه ليس كشكول عادى بل نوت بوك ورسومه تدل أنه بناتى كيف سيسير ب ه بالشارع ولكنه أخذه وسيعرف كيف يخفيه، أبدت منى إعجابها به وتفاحات انى اكتب الشعر ،عدت بينى سعيده  ورويت لامي مدح بهي لي واعجابه بمقالي ، لم يرق لها حديثي ولم ترق لها علاقته بنا كطلبه ، وشعرت بغضبها من مدحي له 

الام: مستر بهي... مستر بهي.... مش مستريحه انا لمستر بهي ده

حزنت من كلامها ، واردت انا اجعلها ترسم له صورة جيده في خيالها كاخبرتها أنه منحدر من صعيد مصر وملتزم بالصلاة وأخلاقه جيده وشاعر، تحدثنا كثيرا ونحن نتناول الكعك والشاب بحليب، ونشاهد التلفاز، بعد أن صليت المغرب ارسلت لبهي رساله اساله عن فراغه من قرأة النوت الخاص بي (❤️) قلب ذلك رده في رساله دون كلام ولكنى أدركت معناها فقد أراد أن يزيل القلق عن عقلي ويطمأنني ويخبرني أنه احب كلماتي

اوصلنى والدى اليوم للمدرسة وعلي غير عادته دخل معي المدرسة التف زميلاتى حوله، وصل مستر بهي ومسيو وائل فصافحهم والدي واخبرهم اني دوما اتحدث عنهما بالخير فمدحنى المسيو  ومدح أخلاقي وتفوقي 

بهي: فعلا هى شاطره وفي اي نقاش بنفتحه بيكون رأيها يدل انكم بتتحاوروا في البيت ومثقفين

الاب: احنا مربينهم أننا أصحاب مش بيخبوا علينا حاجه.

من حديث والدي شعرت أن والدتى تحدثت معه عن علاقتى بزملائي والمعلمين ونقلت له حديثي أمس كما نقلت له قلقها الذي شعرته في حديثها، 

رن الجرس فانصرف والدي، بموعد الاستراحه وانا خارجة من حجرة المعلمين بعد أن وضعت لبهي كيس الساندوتشات؛ صادفت مستر سامح علي الباب، وانا اجلس بمكاني المعتاد اقبل علي بهي 

بهي:  النوت بتاعك رقيق ومنظم ومؤرخ كمان ..بس ده مش شعر ده خواطر نثريه مليانه احساس ...حسيت فيها بحب وسعادة وحزن

رغد: طب اكتب شعر ازاي ؟!

بهي: القصائد الشعرية ملتزمة بوزن وقافيه زى ابن الرومي مثلا

نظرت فاقصدت الفؤاد سهامها. 

ثم انثنت نحوي فكدت أهيم

ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت

وقع السهام ونزعهن أليم

فهمتي؟ قفلت الشطرات  كلها كلمات نفس الوزن ، بس استمري اقري كتير ،واحده واحده هتتعلمي وتكتبيه...واضح من التواريخ أنها كلها مع العام الدراسي الحالي فين بتوع السنين اللي فاتت؟!

رغد: مافيش.. لانى ما حبتش قبل كدا مش همتب حاجة ماحستهاش

بهى: اه..يعنى حب من اول نظره؟

كم الخجل والخجل الذي شعرت بهما لم أشعر بهما من قبل .

ليت كل الاوقات تكون معه فقط وتلك السعادة التى تجتاح جنياتى ...

وانا بالفصل اخبرتنى سماح أن إيهاب تحدث إليها وحاولت أن تقفنعنى أنه يحبنى 

سماح: مافيش حاجة اسمها صداقة بين الولد والبنت ... وأنت ِ عارفة انه بيحبك فتحتيلوا مجال وكلمتيه ليه...ماتغلطيش وبعدين تشيلنا غلطك في الاخر 

هبه: مدرستك القديمه كنتوا مع بعض من الحضانة ...أنما هنا نصنا جى من حكومه مجبناش مجموع ثانوى حكومى فدخلنا هنا ارخص الثانوى فأكيد هتلاقي اختلاف في الأفكار والتعامتك بعد كدا بصي للوضع الي أنت فيه واتصرفي علي اساس

بهى: هبه معها حق يا رغد...

لا اعلم من أين أتى ولا ماذا سمع ؟ ولكنى شعرت انى أغوص في قاع المحيط ولا مخرج لدي 

بهي: شوفي انت فين ووسط مين وبعدين اتصرفي.

دخل وبدأ حصته لم ينظر نحوي مطلقاً ولم ياتى امامى ولا ضربنى في قدمى كما اعتاد، تمر علي الدقائق شهور مظلمه، اخرجنى منها صوته وهو يسالنى ما خطبي

لم أكن اري جيداً تغلق عينى وتفتح تلقائيا، سمح ليان انزلالحمام لاغسل وجهى الذي صار علبه مسحوق طماطم 

حين عدت كنا استند علي ميس ايناس التى صادفتها علي الدرج وانا مترنحة الخطوات، ما أن رانا حتى هرول الينا وامسكنى من يدي هو ومني حتى اجلسانى بمقعدى 

مني: ضغطك علي قلت لك اهدي وربنا يسطر 

انتهت الحصه وغادر الفصل دون أن يوجه لي اى كلمه، مما جعل قلبي يعتصر المً، لم اسمع شرح مستر عبد الباسط فقد كنت ادور في فلك مظلم من الاحتمالات

( راحه فين يارغد ؟!) صوته اوقفنى، توجهت له، ما أن نظرت في عينه حتى سالت دموعي دون أن أشعر، واقسمت له انى لم افعل شيء 

بهي: العيون علينا مش هعرف امسح دموعك...بس خدي بالك من الناس واتعاملي بحذر..انزلي اغسلك وشك وتعالي.

صوته الحنون وخوفه المتجلي في كلماته اثلجا روحي، وهداء روعي، حين عدت من الحمام وجدته لازال علي الباب اخبرنى ألا أخرج ثانياً،  حين عدت الفصل فطنت مني من لون بشرتي انى قابلته وتحدثنا واقشع الظلام، 

غادر الجميع ألا انا ومنى كنت متاخره في تدوين ما علي الصبورة صعد بهي لنا الفصل واعطانى النوت بوك خاصتى فأرادت منى أخذه مني ولكنه رفض وتخبرنى الا افتحه الا بالبيت. انتهيت وغادنا الفصل فرافقنا علي الدرج وهو يوصينى أن أكون حريصة واركز جيدا في ما انا في منتصفه، ونحن بالطريق أرادت مني أخذ النوت فقد غادرنا المدرسة ولن يرانا بهي ولكني رفضت ووعدتها انى ساحضره لها بالغد.

ما أن راتنى والدتي حتى سالتنى عن يومي واحوالي مع زملائي والمدرسين خصت بالذكر مستر بهي

الام: أنا مش عايزة اي حاجة تعطلك عن مذاكرتك انت كبيرة وفاهمه أن الكلام الحلو مش كله صدق ، انت صغيرة وماتعرفيش حقيقة الناس كويس

رغد: يعنى أنا صغيرة ولا كبيرة تحت منك أنا كدا 

ضحكت والدتى 

الام: لمضه...انا اقصد مشاعرك صغيره وخبرتك في الحياة قليله ...بس كبيره وعارفه أننا أصحاب وماتخبيش عليا حاجه

رغد: عارفة انى بتعامل مع الناس كلها علي أنهم طيبين وده غلط ..وعارفه أن ماحدش ينفع يلمس جسمى عشان حرام

انهيت الحديث مع والدتى ودلفت غرفتى، ما أن فتح النوت بوك حتى غمرتنى السعادة، (ورده حمراء صغيره🌹)

#مي_محسن

#صانعة_الرومانسية


تعليقات

التنقل السريع