القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أهرب من قلبي أروح على فين للكاتبة صفا أحمد الجزء الأول

رواية أهرب من قلبي أروح على فين للكاتبة صفا أحمد الجزء الأول

 

رواية أهرب من قلبي أروح على فين للكاتبة  صفا أحمد الجزء الأول 

*"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِيـن!"* البارت الأول.


- أنا اللِ هاخُد الآيس كريم اللِ بِـالشوكولاتة.

= يبقىٰ أنا اللِ هاخُد ميكس الشوكولاتة.

- أنا هاخُد الإتنين!

"بَصِلي بِـطرف عينُه وبَص قدامُه تاني."

- طَب بُص نتفِق اتفاق.

= لأ.

- اسمَع بس!

= مش موافِق.

- أنا لسه قُلت!!

= عارف هتقولي إيه ومش عاجبنِي.

- ما أنا هقول لَك أصل...

"قاطعنِي وقال.."

= مش أنتِ عايزة ده دلوقتِ؟

"وشاور على الآيس الكريم اللِ ماسكُه في ايدُه اليمين، هزيت راسي بِـمعنىٰ أه فَ قال لي.."

= اتفضَّلي.

"مَدلي ايدُه بِيه، وقبل ما يرجّع ايدُه مديت ايدي التانية قدامُه."

= نعم؟

- والتاني؟

= حاجة واحدة.

- الإتنين.

= انتِ حاجة وأنا حاجة.

- أنا هاكُل الحاجتين.

= وأنا هعمل إيه ؟!

- تتفرج عليا وانا باكُل الحاجتين.

= هقوم أمشي!

- هاتُه الأول وبعدين إمشي.

"فَ بصِلي كده وقال.."

= بتحبِي ميكس الشوكولاتة أكتر منِي؟

- ميكس الشوكولاتة طعمُه حِلو، إنتَ طعمَك حِلو؟

= !!

- عارف لو كان كراميل مثلًا؟ كان مُمكن أمشِّيهَا، فراولة حتىٰ؟ كان مُمكن أعدِّيهَا، لكن شوكولاتة لأ.

"تنهَّد بِـنفاذ صبر وقال.."

= طيب يعني أنتِ عايزة ميكس الشوكولاتة؟

"هزيت راسي بِـمعنىٰ أه وأنا ببصلُه بِـنظرة طفولية."

= تمام، خُدي أهو.

"وقبل ما يحطُه جُوه كف ايدي، مَد ايدُه التانية وقال.."

= بس تجيبِي الآيس كريم الأول.

"حطيت ايدي في وسطي وقولتلُه.."

- يعني إيه ؟!

= يعني هَنبدِل.

- أنا عايزة الاتنين!

= يا ظالمة ده أنا اللِ جايبهُم.

- وايه يعني؟ وبعدين إنتَ اللِ غلطان مجبتِش من كل حاجة اتنين ليه ؟!

= هو أنا مخلِّف توأم وناسي؟ لو مخلِّف فكريني مفيهاش حاجة.

- يا آدم بقىٰ !

=....

- طَب هاتُه وهَصحيك الصُبح.

= مين صحاكِ النهاردة ؟!

- إنتَ، بس مين اللِ صحاك إمبارح ؟!

= أمي.

- ومين اللِ قال لِـ أمـ.. قصدي مين اللِ قال لِـطنط إيمان تصحيك؟

= ومين اللِ بيصحيكِ كل يوم ؟!

- ومين بيفطرَك كل يوم؟

= ومين بيأخرنِي على الشُغل ويخليني أسمع كلمتين كل يوم؟

- ألاه مش بغذِّيك! ولا ترُوح جعان وتبقىٰ مش مِركز وسط زمايلَك؟

= لأ أرُوح متأخر وأتهزق وسط زمايلي أه، إنما أرُوح مش مِركز عيب مَيصحِش.

- أيوه خليك جدع بقىٰ وهات ميكس الشوكولاتة.

= ده بدل الزن والفرهدة دُول كنتِ تنزلي تجيبي واحد تاني أسهل!

- أنا مش قادرة أنزل لسه، مَ تنزل إنتَ!

= أنزل أعمل ايه؟

"رَديت بِـعصبية.."

- تجيب ميكس شوكولاتة!!

= وهَتديني الآيس كريم ؟!

- هات واحد منُه هو كمان.

= ده كان أخر واحد عندُه.

- وأنا أخدتُه؟

= أه.

- طَب وميكس الشوكولاتة ؟!

= أنا اللِ هاخدُه.

"وقبل ما أعترض كان أخدُه فعلًا."

- ياااا آدممم!!

"مشي وأخد ميكس الشوكولاتة الرخم."

رواية أهرب من قلبي أروح على فين للكاتبة صفا أحمد الجزء الأول

"صُحاب ؟! لأ، بيست فريند؟ أه، تفرِق؟! كتير، في إيه ؟! هتفهمُوا بعدين، إحنا صحاب من زمان، مش مِن الطفُولة يعني بس من زمان، من زمان ده اللِ هو إمتىٰ؟ من زمان وخلاص انتوا بتسألُوا كتير ليه!! 

المُهم.. هو رخم، وبارد.. أبرَد من الآيس الكريم اللِ باكلُه ده، بقول كده عشان مش طايقاه دلوقتِ، بس هوَّ شوية وهيصالحنِي، إحنا طول الوقت كده، بنتخانِق؟ أكتر مَ بنتنفِس، لو عدىٰ يوم من غير مَ نناكِش ونعانِد في بعض مبنحسبهُوش، أوقات ببقىٰ متضايقة منُه زي دلوقتِ كده وأنام وأنا مش طايقاه وألاقيه بيتصِل يرخِم عليا الصُبح وهوٰ بيصحينِي فَ أنسىٰ، وأوقات هو اللِ بيبقىٰ مش عايز يشُوف وشي ولا يتكلِم معايا وقبل ما يرُوح شغلُه أنزل أديلُه سندويتشات وأهزر معاه فَ يضحك وينسىٰ هوَّ كمان.


بيتنَا قدام بعض ..بيفصِل بينا شارع صُغير بنعاملُه مُعاملة الجنينة، شقتي قدام شقتُه وبلكونتي قدام بلكونتُه، أكيد لازم نبقىٰ صحاب يعني صح؟ لأ مش صح، عشان إحنا كُنا صحاب كده كده من أيام ما كانُوا في الدُور الأرضي، ولما الشقة اللِ في الدُور التالت فضيِّت نقلُوا فيها، إيمي مكانِتش موافقة - إيمي دي طنط ايمان مامتُه بس أنا وهيَّ صحاب أصلًا - وبصراحة هوَّ اللِ أصر عليها، بس أصارحكُوا أنا بقىٰ بِـالحقيقة اللِ بجد؟ أنا اللِ زَنيت عليه يزِّن على إيمي، ليه؟! عشان لما كُنت باجِي أندٕه عليه الشارع كلُه كان بيسمعنِّي بِـإستثناءه، وكُنا كل مَ نتخانِق الجيران كلهُم يتفرجُوا علينا ويحَجِّزُوا مَ بينا، طَب وإيه اللِ إختلَف لما نقل من الدور الأرضي لِـ الدور التالت ؟! ولا حاجة، الفكرة كُلها إني كل مَ بحتاج أندهلُه بستبدِل صُوتي بِـالمشابِك، وكده كده الجيران إتعوِّدُوا على صُوتنا العالي وخناقتنا فَ يا عيني بعد ما إتكلمُوا معانا ووجدُوا إن الشكاوي والزعيق والعيب والغلط والصح والأصُول لم يفُوا بِـالغرض، مكنش قدامهُم حل غير إنهُم يتأقلمُوا ويتعايشُوا أو يعزِّلُوا بقىٰ."

… … … … … … …

= بِس ..بِس.

-....

= بِس ..بِسسس.

-....

= يا..

- آااااه!!

"حطيت ايدي اليمين على إيدي الشمال لما لقيت حاجة خبطِت فيها وقُلت كده."

- واللهِ ؟!

"بصيت جمبي لقيتُه واقف وبيبتسِم فَ بصيتلُه بِـنظرة شريرة وأنا بقول لُه كده."

= ما أنتِ اللِ مَردتيش.

- مَتعلمتِش النونَوَّه لسه واللهِ، بياخدُولهَا كورسات فين دي ؟!

= مش عارف، بس لو مُهتمة أسأل لِك.

"بصيتلُه بِـسماجة، ونزلت عيني لِـ الكتاب اللِ في إيدي تاني."

= أنتِ بتقري إيه؟

- بقرأ كلام.

= سُبحان اللّٰه، مش تعاوِّيذ يعني؟

"رفعت عيني ليه وأنا بقولُه.."

- سيبتهالَك إنتَ دي.

= لأ دي بعيدة عليا، أنا مَبحبِش القرايَّه أصلًا وأنتِ عارفة.

"قفلت الكِتاب وإتعدلتلُه عشان هوَّ كل مرة بيعصبنِي بِـالموضوع ده."

- أولًا اسمها قراءة، ثانيًا بقىٰ إنتَ فخُور بِـنفسَك كده ليه عشان مبتقرأش ومَبتحبش القراءة أو مَلكش خُلق ليهَا زي مٕ بتقول ؟! إنتَ مُدرك حجم المعلُومات اللِ فايتَك، قادر تعِد وتحصي عدد الفوايد اللِ مَبتنتفِعش بيها كونَك شخص لا يقرأ، فاهم يعني إيه توسيع مدارِك وزيادة معارِف وتنمية ثقافة إنتَ في قمّة الجهل عنهَا؟

= مُمكن أختصر كُل المُحاضرة اللِ قولتيها دي وأرُد عليكِ بِـ إني بسمع بودكاست وكُتب مسمُوعة!! وبدل مَ أجيب كُتب ومقرأهاش لإني بزهَق، أنزِّل أي تسجيل صوتِي عن الكتاب أو الموضُوع اللِ حابب أعرف عنُه معلُومات أو أزوِّد ثقافتِي فِيه وأنمِّيهَا بِـما يُسمىٰ بودكاست، وبِـكدة أبقىٰ إستفدت من الفوايد اللِ بتقولي عليهَا ومتعبتِش نفسي ولا أرهقتهَا في حاجة مَبحبهَاش.

- حِلو بس مش حلّ بجد! مهما كانت قدرة تركيزَك قويَّة لو البودكاست طوِّل عن مُدة مُعينة هتلاقي نفسَك سَرحت في حاجة أو فصلت في النُص، والدليل إنك لو سمعتُه تاني هتكتشِف إن في معلُومات وكلام أول مرة تسمعُه لإنُه وقع مِنَك لما تركيزك إتشَتِت، كمان مفيش ألطف من إنك تمسِك الكِتاب بِـإيدك وتلمِس وَرَقُه بِـصوابعَك، ومَرة تقرأ المعلُومة بِـعينَك ومرة تانية عشان تدخلهَا دماغَك ومرة تالتة عشان تطَّبقهَا على أمثلة حياتيَّة بتواجههَا لِـ التأكُد مِن مصدقيتهَا، القراءة أضمَن وأحلىٰ صدقنِي.

= بس أنا مش طُول الوقت هبقىٰ فاضي أقرىٰ لـ...

"قاطعتُه وقُلت.."

- أقرأ.

"تجاهلنِي وكمِّل.."

= لكن مُعظم الوقت بيبقىٰ قدامي فُرص أسمَع، في المُواصلات، وأنا برتِّب وبظبط حاجات، وأنا ماشي في الشارع، الكام دقيقة الفاضيين ما بين الحاجة والتانية.

"فتحت الكِتاب تاني وأنا بتنهد وبقول بِـيأس.."

- نفسِي مرة يارب يقتنِع بِـ رأي غير رأيُّه!!

"ابتسَّم وقالي.."

= مقولتيش بتقري إيه بردو؟

- بقرأ كتاب نظريَّة الفُسـ... ثواني كده!

"ولفيت وشي ليه وقولتلُه.."

- إنتَ بتكلمنِي ليه؟ وأنا رَديت عليك إزاي أصلًا ؟! وإيه مخرّجَك البلكونة دلوقتِ، إنتَ مش أخدت ميكس الشوكولاتة ومشِّيت ومَرضِتش تديهُوني!!

= وأنا بقول بردو مين اللِ باصِصلي فِيه!

- إيه شِربتُه وبطنَك وجعتَك؟ جالَك تسَمُم ..طَمنِّي!

= وأنا لما يجيلِي تسمُم هَتطمنِي؟

- أه عشان مَدتهُونييش! 

"سكتت ثانية وكمِّلت.."

- ولا أقولَك لأ بلاش تسمُم، لإنك وقتها مُمكن تحتاج محاليل وكانيولا وحُقن وهَتندهُوا عليا وهَضطر أجِي أساعدَك وبتاع بِـحُكم واجبي الإنسَاني.

= مكنش كورس إسعافات أوليَّه خدتِيه اللِ مصدعانَا بِيه ده!

- إنتَ مستهوِّن بِـالكورس ده؟ طبعًا وإنتَ هتعرف أهميتُه العظيمة منين! مَ أنا فضلت ألِح وأزن عليك عشان تاخدُه معايا وإنتَ لا يُمكِن ومُستحيل ومش فاضي.

= مَ أنا فعلًا مكُنتش فاضي، وبعدين أنا لِحد النهاردة مُقتنع إنُه كان تضييع وقت على الفاضي ..أنتِ مش رايحه تشتغلي مُمرضة.

- أقول إيه على الجهل والسطحيَّه! بُـكرة لما تتعب أو حد قريب منَّك يمُر بِـأزمة صحيَّة هتدرك إنتَ ضيَّعت إيه من إيدَك، ثُم إن ده مش موضُوع نقاشنَا دلوقتِ!! ميكس الشوكولاتة راح فين؟ وقع منَك؟ يارب يكُون وقع.

"ضحك وقال لي.."

= لأ مَوقعش، بس طلِعت لقيت حَنِين عندنا فَ إديتهُولهَا.

"طبعًا عارفين مين حَنين! أكيد لأ، هَتعرفُوا منين يعني إحنا لسه في البارت الأول! المُهم ..حنين دي بنُوتة صُغيرة جارتنا، عايشَه مع جِدتهَا عشان باباهَا ومامتهَا مش موجُودين، فَ كُلنا بنعتبرهَا أُختنَا وبِنتنَا وصاحبتنَا، وهيَّ كتكُوتة وكيُّوتة كده وهَتحبُّوهَا معانا يعني."

- تصدق إن دي الحالة الوَحيدة اللِ مُمكن أغفرلَك عليهَا الجريمة اللِ إرتكبتهَا لما مدتهُونيش.

= طيب الحمدللّٰه، كُنتِ هَتفضلي مقمُوصة إسبوع لِحد ما أجيبلِّك علبة كاملة أنا عارف.

- فدايَّا أصلًا.

= عندِك جامعة بُـكرة؟

"بصيتلُه وقُلت.."

- سؤال غريب! ده إنتَ اللِ جايبلِي الجدول.

= مش ده غرضي من السؤال يا ذكيَّة! أنا قصدي رايحه بُـكرة ولا هَتطنشِّي زي باقي الإسبُوع؟

- لأ هرُوح بقىٰ للأسف، عندي مُحاضرة مُهمة بُـكرة.

= طيب يلا إدخُلي نامي عشان تعرفي تصحي بدري ومَتأخرينيش.

- مِحسسنِي إنُه بيوَّدينِي الحضانة واللهِ!

= ياستي ياريتهَا حضانة، على الأقل كُنتِ هَتلتزمِي أكتر من كده زي الأطفال مَ بيعملُوا.

- عشان الحضانة تتحبّ ومُمتعة، الجامعة لأ.

"كمِّلت وأنا بسألُه.."

- وانتَ إيه مش عندَك شُغل الصُبح بردو؟

= أه، ما أنا داخِل أنام أهو.

- زي إمبارح كده صح؟ لما قولتلي إنك بتظبُط المنبة وهَتنام وفي الأخر ألاقيك نِزلت البلاي ستيشن مع صحابَك!

= ما أنا كُنت هَنام فعلًا، بس رنُّوا عليا وقالُولي واقفين تحت البيت فَ نزلت.

- ورجعت متأخر، فَ نِمت متأخر، فَ معرفتِش تقوم الصُبح وصحيت متأخر وبِـالتالي إتأخرت على شُغلَك وأخرتنِي على جامعتِي.

= خلاص يا غَـزل مَتُقفيش عليها يعني دي كانت مَرة، وبعدين ما أنتِ بتأخرينَا كل يوم ومَبتكلِمش!

- ماااشي يا آدم مش هَقف عليها حاضر، لما أشُوف أخرتهَا.

"كمِّلت وقولتلُه.."

- اللِ يصحىٰ الأول يصَحِّي التاني.

= كالعادة يعني، تصبحِي على خير.

"قفلت البلكُونة وأنا بقولُّه.."

- وإنتَ مِن أهلُه.

_________________________

آدم: وبعدين يعني؟

غزل: ....

آدم: مَزهقتيش طيب!

غزل: ....

آدم: يَـ بنتي بطّلي عياط بقىٰ!

غزل: ...

آدم: هَزعلِك واللهِ!

"رَديت بِـعصبية من وسط دمُوعي.."

غزل: مَ أنا زعلانة أصلًا! هتزعلني ليييه وأنا زعلانة وبعيَّط أهو!!

آدم: يبقىٰ إقفلي الحنفيَّة المفتُوحة من ساعة مَ جيت دي.

غزل: ده بدل ما تقولي مين مزعلِك يَـ غزل؟ حقِك عليا يَـ غزل، الدُنيا كُلها تهُون ودمُوعِك مَتنزلش يَـ غزل و..

"سِكتت أطلع مَنديل مِن علبة المناديل اللِ في إيدي، وبعدين كمِلت.."

غزل: أهديكِ إزاي يَـ غَـ...

"قاطعنِي وقال.."

آدم: ثواني بَس يَـ ست أمينة رزق ..قصدي يَـ غزل، إيه اللاج اللِ حصل في النُص ده! أنتِ كنتِ هَنِّجتِ ولا إيه؟

غزل: لأ كُنت بَنِّف! مَنِفِش يعني؟

آدم: لأ طبعًا نفِّي وإقرفينَا براحتِك حضرتِك، عايزة مَناديل كمان؟!

"تجاهلت سُخريتُه وكمِلت اللِ كُنت بقولُه فوق.."

غزل: ولا تقولي إيه اللِ يرضيكِ يَـ غزل وأنا أعملهُولِك وتاخُدني من إيدي تعزمنِي علىٰ شاورمَا وتصالحنِي!

آدم: تصدقي بِـاللّٰه يَـ غزل! دقيقتين وهَقوم أمشي وأسيبِك.

غزل: لأ ونعمة الصُحاب! وجاي على نفسِك كده ليه؟ مَ تمشي من دلوقتِ.

آدم: أنا مَليش خُلق لِـ دلع البنات ده، زعلانة قولي زعلانة من إيه، بتعيطي يبقىٰ تتنيلي تحكي اللِ حصل علطُول!

غزل: إنتَ بتزعقلي؟ يعني إنتَ كمان بتزعلنِي وبتتعصَّب عليّا ؟!

آدم: ...

غزل: واللهِ أعيَّط تاني!

آدم: وأنتِ كنتِ بطلتِ عياط أولاني؟

غزل: طَب مَ تقول لِـنفسَك!

آدم: يعني أنتِ عايزة إيه دلوقتِ؟!

"مسحت دموعي وقولتلُه.."

غزل: شَاورمَا.

آدم: وتبطّلي عياط ونكد ؟!

"هَزيت راسي بِـمعنىٰ أه"

آدم: قومي إتفضلي.

"قال كده ومَدلي إيدُه، حطيت إيدي جُوه كف إيدُه فَ شدنِّي عشان أقوم من على الرصيف ومشيت معاه."


"كُنت خارجة من الجامعة بعيَّط ومتضايقة لِـسبب مش فاكراه حاليًا لإن طعم الشاورما كان جامد ونسَّانِي، المُهم ..أول لما خرجت من بوابة الجامعة إتصلت عليه وأنا صُوت دمُوعي سابِق صُوتي، وخلُوني أقولكُوا انُه مَتخضش ..يمكِن عشان دي مش أول مَرة ولا خامِس مرة ولا عاشر مرة ولا حتى المرة الأخيرة اللِ هبقىٰ ماشيَّه بعيَّط فيها في الشارع لِـسببٍ ما، أنا معنديش حاجة اسمها اختيار الوقت والمكان المُناسِب لِـ الإنهيَّار! هو وقت مَ الإنهيَّار بيجي بنهَار حتىٰ لو في نُص الامتحان.


نكمِّل من حيث استوقفنا.. بس بِـالرغم من إنُه مَتخضش ولا إتصدَم يعني، مفيش نُص ساعة ولقيتُه قدامي في المكان اللِ قولتلُه هرُوح أقعد فِيه، وبردو هوَّ مش أول مرة يعمِل كده ولا الأخيرة .. أنا عارفة، آدم أول واحد بفكّر فِيه لما تحصل معايا مُشكلة أو أتضايِّق أو أزعل، أول واحد بكلمُه وأنكِد عليه معايا وأزهقُه في حياتُه وأخلِيه يكرَه اليوم اللِ عرفنِي فِيه، وهوَّ إتعوِّد على كده ومُمكن يستغرب ويتخانق معايا لو معملتِش كده في يوم أو ملجأتِش ليه أول حد، ولا أخفي عليكُم سِرًا يعني هو الوحيد اللِ بيعرف يصالحنِي وبيقدر يخرجنِي من أي موود مش لطيف، لإنُه أصلًا أكتر شخص بيعرف يتعامِل معايا وفاهمنِي، أومال إحنا بيست فريند إزاي!"

___________________

آدم: غزل! بطّلي زَن.

غزل: لما تقول إنتَ زعلان من إيه!

= مش زعلان من زفت.

- متضايق من إيه طيب؟

=....

- يَـ آدم!

= أنتِ مش سألتِ السؤال ده امبارح!

- آه.

= وقولتلِك ايه؟

- بعدين.

= يبقىٰ بعدين.

- ومن امبارح لِـ النهاردة بعدين لسه مجاش؟

"نفخ وقال.."

= إنتِ عايزة إيه دلوقتِ؟

- مش عايزة، إنتَ اللِ عايز ايه ؟!

= عايز أقعد لوحدي مع نفسي شوية.

"سكتت ثانية وقولتلُه.."

- وهتبقىٰ كويس؟

= آه.

- ماشي، خلاص هَسيبَك براحتك.

= ياريت، سلام.

- باي.

"حطيت الفون قدامي بعد ما قفلت معاه وبَصيت لِـ السقف بِـضجر، مش جديدة عليه، عارفة إنُه لما بيتضايِّق مَبيتكلمش مع حد ولا بيدِّي فُرصة لِـ أي شخص يقولُه مالَك حتى، قَفلِتُه وحشة وزعلُه رِخم، بس مش بيطوِّل فِي الجو ده. كالعادة لما يفُك شوية بيجي يتكلِم معايا ويحكيلي لوحدُه، عشان كده لما قال لي أسيبُه مع نفسُه سيبتُه لإنِي بحترم المسّاحة الشخصيَّة لِـكُل إنسان.


لكن بِـالنسبة لِـ آدم فَ أنا بحِب مساحتُه الشخصيَّة أكتر مَ بحترمهَا، فَ بعد مَ عملت الكب كِيك حطيتهَا في علبة وأخدتهَا ونزلت أخبطّ على طنط إيمان عشان أدوَّقهَا منهَا لإنها بتحِب الحاجات اللِ بعملهَا، مش عشان آخُدهَا حِجّة وأرُوح لِـ الأستاذ اللِ عامل مقمُوص ده لأ !"


غزل: كُليهَا وهي لسّه سُخنة يَـ إيمي عشان طعمهَا بيبقىٰ حِلو.

إيمان: أي حاجة من إيدِك حِلوة يَـ غزال.

"غزال أو غزالة ..عادةً دي الأسماء اللِ بيطلقهَا عليا الآخرين لما يحبُّوا يدلعُوني، ماهو عندهُم حق بردو واللهِ هَنجيب دلع لِـ الاسم ده منين!"

إيمان: شاديَّة في البيت ؟!

"عيني كانت متعلقة على باب أوضتُه لما قالتلي كده، فَ رديت بِـغباء وقولتلهَا.."

غزل: شادية مين! ماما ؟!

"ضحكت ضحكة مُعينة تدُل إنها فقسانِي وفهماني وعارفة أنا بدوَّر على إيه ..قصدي مين يعني، وقالت بِـإبتسامة.."

إيمان: في شَادية غيرها عايشة معاكِ في البيت؟

"عَدلت طرف طرحتِي - حركة بعملهَا لما بتوتر أو أجي أداري على حاجة زي كسفتي دلوقتِ - وقولتلهَا.."

غزل: لأ لسّه مَجتش.

"ثانيتين وسألتهَا.."

غزل: إيمي هو آدم نايِّم؟

إيمان: لأ.

"لأ؟ اومال مطلعش ليه لما سِمع صُوتي مادام مش نايم!"

غزل: أومال على السَطح؟

"بصيتلِي بِـنظرة دافيَّة وهي بتبتسم وتقول.."

إيمان: آدم مش هِنا يَـ عيون إيمي.

"إتخضيت فَ رديت بسرعة من غير تفكير وقُلت.."

غزل: إزاي! ده قايل لي من ساعتين إنُه داخِل على البيت!

إيمان: ماهوَّ جه فعلًا، بس نزل تاني.

"نزل فين؟ مقالِّيش!

كُنت هسألهَا كده ..بس الحمدللّٰه فرمِلت على أخر لحظة وحطيت لساني جُوه بؤقي."

غزل: اممم ..طيب هَمشي أنا بقى يَـ إيمي.

إيمان: ليه؟ خليكِ قاعدة معايا بدل ما تقعدِي لوحدِك هِناك.

غزل: هرُوح أذاكِر شوية عشان عندي امتحان.

إيمان: ربنا معاكِ يَـ حبيبتي.

"حطيت ايدي على مقبض الباب وأنا بقول لهَا.."

غزل: مش عايزة حاجة ؟!

إيمان: عايزة سلامتِك، وتسلم ايدك على الكيك.

غزل: على إيه بس يَـ...

"سكتت لما فتحت الباب ولقيتُه في وشِي، كان لسه بيحُط المُفتاح في الباب بس أنا سبقتُه وفتحت.

بَص حوالِيه وبعدين بَصلِي تاني وقال.."

آدم: هو مش ده بيتنَا، ولا أنا غلطان ولا إيه ؟!

"ابتسَمتلُه بِـسماجة.."

غزل: لأ مش غلطان، هو آه.

آدم: أومال أنتِ بتعملي إيه هِنا؟

"إيمي ردِّت من ورايا وقالت.."

إيمان: كانت جايَّه تطمِن عليا وتدوّقنِي من اللِ عملتُه.

"بصِلِّي وقال.."

آدم: طَب وماشيّه ليه؟

غزل: عشان خلاص قعدت مع إيمي شوية وشوفتهَا، طبيعي هروَّح بقىٰ.

آدم: يعني أنتِ جايه عشان تشُوفي إيمي بس؟

غزل: أيوه.

"وكمِلت وقُلت.."

غزل: وبعدين هو في حد غيرهَا هِنا أصلًا عشان آجِي أشوفُه!

"كالمُعتاد فِهم قصدي، حط ايدُه في جيبُه وهوَّ بيبررلِي ويقول.."

آدم: نِزلت أتمشىٰ شوية.

غزل: طَب مَ تنزل ..وأنا مالي! هو أنا سألتَك؟

آدم: بلاش رخـ...

"طنط قاطعتُه لما قالِت.."

إيمان: إدخلُوا يَـ ولاد متقفوش تتكلمُوا على السِلم كده.

آدم: إدخُلي يلا.

غزل: لأ أنا ماشيَّه.

آدم: إستني شوية طيِّب!

غزل: مش فاضية يا آدم، وَسع كده عشان أعدِّي.

آدم: أنا أصلًا كُنت داخِل على البلكُونة علطُول عشان أندَّهلِك.

"بصيتلُه وأنا رافعة حاجبِي ..اللِ هو واللهِ؟، فَ قال.."

آدم: غَزل، عايز أتكلِم معاكِ واللهِ.

"تنهِدت وسكتت، دايمًا بسكُت لما بيقول لي كده، مبعرفش أقول لُه لأ لما أحِس إنُه مِحتاجني، بس في الحقيقة مش قادرة أحدِد هل أنا مبعرفش أرفُض فعلًا ولا مَبحبِش ؟!

لفيت ضَهري ودخلت تاني، فَ لقيت طنط بتبُصلي وتضحك ضحكة أنا وهيَّ بس اللِ فاهمينهَا."

غزل: هو أنا مقولتلكيش؟

إيمان: لأ مقولتليش.

غزل: مش الامتحان طِلع بعد بُـكرة مش بُـكرة!

إيمان: يا سلام؟

غزل: أه واللهِ، وطول مَ الإمتحان مش بُـكرة يبـ...

"قاطعتنِي وكمِلت.."

إيمان: يبقىٰ لسّه بدري.

"ضحكت بِـإندهَاش وقولتلهَا.."

غزل: صَح! عرفتيهَا منين دي يَـ إيمي؟

"شاورت على آدم وقالت.."

إيمان: كان بيقولهَا أكتر مِن صَباح الخِير ماشاءاللّٰه عليه.

آدم: وده يدُل إني كُنت شاطِر على فكرة.

إيمان: طبعًا، انتَ هتقول لي!

غزل: مش أنتِ قولتيهَا أهو ولسه حفظاهَا حتى بعد ما إتخرَج بِـكام سَنة! يبقىٰ شاطِر ولا مش شاطِر؟

إيمان: ده يبقىٰ انا اللِ شاطرة، إدخلُوا ..إدخلُوا لِحد مَ أعمِل الشاي وأجيلكُوا.

"لما بيجُوا عندنا بنقعد كُلنا في البلكُونة عشان فيها زرع جميل والجو بيبقىٰ حِلو، ولما أنا وماما بنرُوح عندهُم بنقعد في البلكونة بردو عشان فيها نفس الزرع والجو الحِلو، بس سواء عندنا سواء عندهُم ..لازم كُوبايات الشاي بِـالنعناع تبقىٰ موجُودة في الصُورة، دي حاجة من المُقدسات كده."


غزل: اللِ يسمعك بتقول كده يفتكر إنك متمرمط مَ بين 4 شُغلانات ولا حاجة، أومال لو مكُنتش شغّال في شركة مُحاسبة مُهمة ومعرُوفة يا آدم!

آدم: غزل بطّلي غباء وإفهمِي قصدي.

- المُشكلة إني فاهمة دماغَك مش قصدَك بس، وعارفة إنتَ متضايِّق وعايز تسيب الشُغل ليه!

= أه عايز أسيبُه ليه بقىٰ؟

- عشان بتتدلَع.

= !!!

- أيوة، متبُصليش كده.

= أنتِ بتحاولِي تحققي أُمنيَّاتِك وترُدهَالي عشان أنا اللِ بقول لك كده علطول يعني؟

- لأ عشان دي حقيقة بجد واللهِ، إيه يعني بتنزل الشُغل في معاد مُحدد وتخرُج في معاد مُحدد وليك إجازات محدُودة في أيَّام مُعينة؟ فيها إيه لما تصحىٰ بدري بجد! الشُغل مُتعِب هِناك ومُجهِد ؟! معلش، ماهو كل الشُغل كده، حتى اللِ بيشتغل حاجة بيحبهَا بيتعب وبيطلع عينُه ويزهق بردو، أومال هَتعمل إيه مثلًا ؟!

= إعتراضي مش على الشُغل، ولا بشتكِي من كميِّتُه أو المجهود اللِ ببذلُه فِيه، أنا بتكلِم عن الرُوتين، الإلتزام بِـمواعيد وقواعِد وشرُوط، التعليمات والأوامِر وجو الرئيس والمرؤوس، مهما حاولت أتأقلِم على الخنقة دي مَبسلكش، مَبعرفش أتعامِل مع الرَبطة دي وأنتِ عارفة!

- رَبطة إيه هي جرافت يا آدم؟ وبعدين هو فِيه شُغل خالي من كل الحاجات المُعترض عليها دي؟

= أه، الأعمال الحُرة.

- أعمال حُرة! هَتشتغل في المُخ.درات ولا إيه؟

= مُخد.رات؟ بقول شُغل حُر، مقولتِش عايز أبطّل أبقىٰ حُر!

- إيه علاقة اللِ إنتَ قلتُه ده بِـاللِ أنا قلتُه يعني؟

= قومي روَّحِي يا غَزل.

- ألاه! أنا قلت إيه؟

= قومي واللهِ أنا غلطان، أنتِ بتبقي مُتخلفة وقت إمتحاناتِك أصلًا بس أنا اللِ نسيت.

- هي دي حقيقة آه بحِس إن مُخي بيبقىٰ واقِف فعلًا، بس إنتَ هَتعمِل إيه؟

= أعمل إيه في إيه!

- في شُغلَك يا آدم.

= معرفش، مش هَعمل حاجة.

- يعني هتكمِل فِيه عادي وإنتَ بتكرهُه كده؟

= لِحد دلوقتِ مفيش قدامي حل تاني.

- صَح، ومَتفكرش تسيبُه قبل مَ تلاقي غيرُه، وبعدين إحنا لو عملنا الحاجات اللِ في حياتنا على حسّب رغبتنا وميُولنَا يبقىٰ مش هَننزل من البيت.

"قُلت كده ووقفت، وأنا بكمِل وبقول.."

- يلا أنا ماشيَّه عشان عندي جبل مواد عايز يتلَم.

= لو عوزتِ تصيحِي متدخُليش الشات تصدعينِي أنا.

"بصيتلُه بِـإبتسامة وأنا بقول.."

- وإنتَ لو عُوزت تاكُل متاكُلش من الكب كيك اللِ عملتهَا.

= هاكُل من أكل أُمي.

- إيمي مَطبختش النهاردة.

= ليه ؟!

- قولتلهَا مَتعمليش أكل لِـ حد بيتقمص وبياخُد جمب لوحدُه لما بيتضايِّق ومَبيسمحش لِـ اللِ حواليه يشاركُوه ويتكلِمُوا معاه.

= وأنتِ يعني بتسمعي الكلام أو بتستني أسمَح ولا مَسمحش؟

- لأ، عارف ليه ؟!

= ليه!

- عشان براحتِي، أعمِل اللِ أنا عايزاه على فكرة.

"ابتسم وقال لي.."

= حقِك ..ماهو لو أنتِ مَعملتيش زي ما أنتِ عايزة، يبقىٰ مين اللِ هيعمل يعني!

- انا عاملة حسابَك في الكب كيك على فكرة.

"ضحك، فَ نزلت وسيبتُه وأنا ببتسِم من باب شقتُه لِـ باب شقتي مرُورًا بِـالسلالِم والشارع والشجر."


"عندنا قاعدة معرُوفة اسمهَا ..مفيش حد بنحبُّه يزعل لوحدُه، مينفعش يبقىٰ في شخص عزيز علينا زعلان أو متضايِّق ونسيبُه يهدىٰ مع نفسُه، أو نسيبُه لوحدُه زي ما طلب، رغبتُه ورأيُّه وراحتُه قيمتهُم بِـالسالِب في الحالات دي، اللِ هو عايز أقعد لوحدي ..إفتَح الباب أنا اللِ برنّ، هنام ..يعني هَننزل نرُوح فين بِـالظبط! مش عايز أسمع حاجة ..تحِب نحكِي في أنهي موضُوع؟ 

إختراق الحصُون والحدُود هِنا لا يُعد تجاوز أو انتهاك لِـ الخصُوصيَّة، لازم أكلِمُه وأزهقُه وأعصبُه، أنا مَبفهمش نُقطة يعني إيه أبقىٰ عارفة إن الشخص اللِ بحبُه ده زعلان من شيءٍ ما وأسيبُه زعلان عادي؛ أو أستنىٰ لِحد مَ يتخطىٰ حزنُه لوحدُه، أومال أنا بعمل إيه! مُسمايَّ الوظيفي إيه في حياتُه وأنا واقفة أتفرج من بعيد وهو بيعدِّي أوقاتُه الصعبة لوحدُه؟ إيه وجه الإختلاف والتميُّز بيني وبين باقي النَّاس ؟!

ماهو يَـ يخرُج من حزنُه ونفرح ونضحك ونهزر سوىٰ، يا نزعل ونعيَّط ونكتئب ونفكر بِـسوداوية بردو سَوا."

_____________________

غزل: ومين اللِ هينزل يجيب الحاجات دي ؟!

"بصُّوا لِـبعضهُم، وقالوا.."

- مش أنا.

= ولا أنا.

غزل: أكيد ولا أنا!

- إيه ده بجد!

= طيب بُصي ..أنا عندي فكرة أحسن ومفيش حد هيضطر ينزل ليها.

غزل: إيه ؟!

= نعمِل فشار!

غزل: مين هَيعملُه؟

= أنتِ أحسن واحدة بتعرف تعملُه فينا يا غزل ..معرُوفة!

"بصيت لِـ التانية فَ قالت هيَّ كمان.."

- عندهَا حق.

غزل: وإنتوا معندكُوش دَم بجد، الجو برد وأنا مَ صدقت إتدفيت!

- إنجزوا بقىٰ في يومكُوا ده عايزين نتفرج على الفيلم!

= ياريت بدل ما أطلع أنام وأسيبكُوا بجد.

غزل: واللهِ ؟! طَب يلا يا كتكُوتة أنتِ وهيَّ، بيتك ..بيتك، يلا عشان مش فاضيَّالكُوا.

- يا سلام أومال مين اللِ فرجت الشارع كلُه وهيَّ بتنده عليا ؟!

= ومين اللِ طِلعت تصحيني من النوم وكانت هَتحرق الجّرس ؟!

غزل: تصدقوا أنا غلطانة إني فكرت نتجمع كُلنا ونسهَر النهاردة سوىٰ، ده الإنسان مبيطمرش فِيه حاجة واللهِ!


"ياسمين وأحلام، أحلام وياسمين ..مش هَيفرق معاكُوا الترتيب زي ما فارق معاكُوا تعرفُوا دُول مين، صُحابي ؟! مش بِـالظبط، يعني ياسمين تبقىٰ بنت عَمّ آدم اللِ ساكنة في الشقة اللِ فوقيه، وأحلام تبقىٰ زوجة أخويا المصُونة اللِ قاعدة في الشقة اللِ فُوقِي أنا.


قعدتنا بتبقىٰ لطيفة، كُلها ضحك وهزار وحُب وردُود مُستفزة وذنُوب من النَّم على الشعب، وبِـالرغم من قربنا الرُوحي والسَكنِي إحنا التلاتة من بعض إلا إننا بقينا بنحتَاج مُعجزة عشان نتجّمع التجميعة دي ..ليه ؟! لإننا مش بنشُوف ياسمين غير مرة كُل شهر وأوقات شَهرين من وقت مَ دخلت الجامعة.. وأكيد خمِنتُوا إن جامعتهَا في مُحافظة تانية بعيد عننَّا وقاعدة في سَكن هِناك.


أمّا بِـالنسبة لِـ أحلام فَ بردو بشُوفهَا كُل فين وفين، لإنها بتسافِر مع جُوزهَا - اللِ هو أخويا يعني- مرسىٰ مطرُوح عشان شغلُه هِناك، ولولَّا إني زَنيت عليها تقعد ومتسافرش عشان أنا بمتحن الشَهر ده ومحتاجاها معايا ..مكُنَّاش هَنقعد القعدة دي دلوقتِ." 


ياسمين: اقعدي يا اسمِك إيه أنتِ في جمب دلوقتِ لما نشُوف هنعمل إيه و ...

"سكتت ثانية وكمِّلت وهيَّ بتبُصلي.."

ياسمين: غزل، آدم فين ؟!

"طلعت ايدي من جيب السويت شيرت اللِ لابساه، ودخلتها تاني وأنا بقول لهَا.."

غزل: مطلعش في جيبي، ملقتهُوش لأ.

ياسمين: يَـ رخمة!

غزل: ما أنتِ اللِ بتسألي أسئلة غريبة، هو أنا اللِ ساكنة معاه في نفس البيت ولا انتِ؟

ياسمين: ما أنا مشوفتهُوش من ساعة مَ جيت أصلًا.

غزل: ولا أنا كمان شوفتُه النهاردة.

ياسمين: ولا كلمتيه؟

غزل: لأ ..هو كلمنِي الصُبح.

ياسمين: آه.

غزل: وقال انُه هَيقضي اليوم مع صحابُه.

ياسمين: أنتِ بتنقطينا بِـالكلام كده ليه؟

غزل: ألاه ! أنا عملت ايه؟

"تجاهلتنِي وقالت.."

ياسمين: وبعدين؟

غزل: وبعدين إيه!

ياسمين: بعد ما قضىٰ اليوم مع صحابُه؟

غزل: هو اليوم خلِص!

ياسمين: واللهِ هي الساعة 12 ورُبع، يعني خِلص عند النَّاس من رُبع ساعة، بس معنديش فكرة بيخلص عندكُوا إنتوا إمتى؟

غزل: لأ يبقىٰ خِلص بردو كده.

ياسمين: ها كملي!

غزل: أكمِل إيه! هو أنا بحكي حدُوتة قبل النُوم؟

ياسمين: كُل الرغي ده ومطلعتش بِـ رد على السؤال اللِ سألتُه فوق على فكرة.

غزل: يا بنتي مَ أنا قولتلِك معرفش هوَّ فين دلوقتِ!

ياسمين: مكلمتيهُوش من بعد ما كلمِك يعني؟

غزل: بعتتلُه مسدج من كام ساعة بس كان لسه مع صحابُه.

ياسمين: أيوه.

غزل: ولسه بعتالُه من شوية.

ياسمين: وقال لِك إيه؟

غزل: مَردش.

ياسمين: ليه ؟!

غزل: عشان مشافهَاش ..ألاه!

ياسمين: ومَتصلتيش عليه؟

غزل: لأ.

ياسمين: ليه بقىٰ ؟!

غزل: ييييه علينا! عشان مع صحابُه يَـ ياسمين!

ياسمين: وإيه يعني؟ ماهو كان بيبقىٰ مع صحابُه وكُنت برن عليه 20 مرة لو إحتاجتُه عادي.

غزل: آدم مَبيحبش الزَن الكتير.

ياسمين: ماهو عشان كده مَبيحبنيش.

"ضحكنا، فَ قلت وأنا بقلِّب في list الأفلام عشان أختار فيلم.."

غزل: وبعدين هو أصلًا لما بيبقىٰ مع صحابُه مش بيعرف يرُد كتير، أوقات مبيكُونش فاضي وأغلب الوقت مش بيبقىٰ سامِع التليفون، فَ بيقول لي من قبلهَا عشان أبقىٰ عارفة.

ياسمين: اممم، يعني هو لسه مع اصحابُه لِحد دلوقتِ؟

غزل: مش عارفة.. بس أعتقد لأ.

"بصيت حواليا وسألت.."

غزل: إيه ده هي أحلام فين؟!

ياسمين: خرجت البلكونة، غالبًا زهقت مننا.

غزل: لأ هتلاقيها بتتكلِم في التليفون ولا حاجة.

ياسمين: كُل ده!

"بصيتلهَا وأنا بضحك وبقول.."

غزل: وأنتِ مالِك يا رِزلة! بطّلي تحشُري نفسِك شوية.

ياسمين: الحق عليا بطمن عليكُوا!

غزل: ياالهويي على الحِنيَّة!

ياسمين: طُول عُمري.

"سَندت ايدي على الكنبة وأنا ببُصلهَا وبقول.."

غزل: أومال الجامعة عاملة إيه يٕـ ياسمينا؟

ياسمين: هتعمل إيه يعني! ماشيَّه فيها كويس الحمدللّٰه.

غزل: والسَكن اللِ جمب الجامعة عامل ايه يَـ ياسمينا؟

"استغربِت، بس ردِّت بِـبراءة.."

ياسمين: كويس بردو والمكان قريب منها.

غزل: طَب والجيران اللِ قدام السَكن اللِ جمب الجامعة عاملين إيه يَـ ياسمينا؟

"رَدِت بِـتلقائية.."

ياسمين: حِلوين و .. إيه ده ؟!

"بصيتلِي بِـصدمة وهي بتقول اخر جُملة."

غزل: إيه! بطمن عليكِ.

ياسمين: لأ متطمنيش تاني.

غزل: ليه يَـ ياسمينا ولا ..أقول ياسمُونا زيُّه؟

ياسمين: يووووه بس بقىٰ يا غزل!

"وشهَا إحمَّر وإتكسفت، فَ ضحكت وأنا بقول لهَا.."

غزل: الحق عليَّا.

"مفيش كام دقيقة ولقيتهَا بتقول لي.."

ياسمين: طَب مَ تكلميه كده!

"كنت عارفة إنها بتهزر فَ قولتلهَا.."

غزل: إيه ده معاكِ رقمُه؟

ياسمين: أكيد يعني.

غزل: دي بجّاحة ولا جراءة؟!

ياسمين: إيه! أنتِ بتقولي ايه؟

غزل: هاتِ .. هاتِ واسكُتِ.

ياسمين: إيه ده اللِ أجيبُه؟

غزل: الرقم!

ياسمين: ماهو معاكِ يـ بنتي!

غزل: إزاي؟ هيبقىٰ معايا منين يعني!

"سكتت ثواني تستوعِب اللِ بقولُه، ولما مفهمتِش قالت بِـعصبية.."

ياسمين: رقم آدم مش معاكِ يا غزل؟!

"رَديت بِـإستغراب.."

غزل: آدم؟ إيه جاب آدم في الموضوع دلوقتِ!

"حطِت إيدها على دماغي وقالت.."

ياسمين: غزل أنتِ كويسة؟ موقعتيش على دماغِك ولا إتخبطتِ في راسِك النهاردة يعني؟

غزل: إستني بس! أنتِ مش كُنتِ بتتكلمِي على ...، اهااا أنتِ قصدِك على آدم من ساعتهَا؟

ياسمين: أومال أنتِ فكرتينِي بتكلِم على مين؟

غزل: مش مُهم ..مش مُهم، أنا اللِ دماغي راحت في حِتة تانية.

"وكمِّلت وسألتهَا.."

غزل: كنتِ بتقولي أكلِم آدم ليه؟

ياسمين: عشان لو لسه مجّاش يجيبلنا الحاجات دي وهوَّ جاي.

غزل: ولو كان جه ؟!

ياسمين: ينزل يجيبهَا لينا بردو مش مُهم.

غزل: مفيش بِـ رُبع جنية ذُوق؟

"حركت راسها يمين وشمال بِـمعنى لأ."

غزل: طَب مَ تكلمِيه انتِ، ولا مش معاكِ رقمُه!

ياسمين: لأ معايا، بس هوَّ هيسمَع كلامِك أنتِ.

غزل: واللهِ؟

ياسمين: أه.

غزل: يعني لو قولتيلُه يَـ آدم لوسمحت أنا عايزة الحاجات دي، مش هَيجبهالِك؟

ياسمين: لأ، عارفة ليه؟

غزل: ليه!

ياسمين: عشان أنا وهوَّ بنتخانِق مش بنتكلِم زي باقي البشر، فَ كده كده أوبشن الهدُوء والذُوق ولوسمحت وبعد إذنك ده مش موجُود في كتالُوج تعامُلنا مع بعض، عشان كده مش هيسمع كلامي ومش هَيجيب حاجة.

"ضحكت وقولتلهَا.."

غزل: ده إنتوا على اللّٰه حكايتكُوا واللهِ، نفسي أعرف بتتعاملُوا مع بعض كده ليه!

ياسمين: لو كان عندِك ابن عم كنتِ فهمتِ.

غزل: الحمدللّٰه إني معنديش.

ياسمين: طَب إنجزي يلا وكلمِيه!

غزل: تدفعي كام؟

ياسمين: خليكِ جدعه بقىٰ يا غزل، أنا بفصِل واللهِ وبحاول أصحِّي فيَّا ومنامش.

"قومت وقفت وأنا بقول لهَا.."

غزل: ماشي هكلمُه، وبِـالمرة أبُص على اللِ ماتت في البلكُونة دي.

"أخدت التليفون معايا وخرجت البلكونة، وأول لما دخلت قولتلهَا.."

غزل: وأنتِ نازلة من فوق لِـهنا عشان تقعدي تتأملي في السما مع نفسِك؟ مش فاهمة يعني مجبتيش سمَا مع العفش وجهازِك ولا إيه!

أحلام: لأ يَـ سُكر بس خلصت المُكالمة وببُص لقيت السما مليانة نجُوم وشكلها حِلو أوي، جيت أندهلكُوا تشوفوهَا معايا لقيتكُوا بتتخانقوا.

غزل: فَ قولتِ بلاش صُداع وتخليكِ قاعدة في الهدُوء والروقان ده لوحدِك.

أحلام: بالظبط.

غزل: طَب قومي يَـ رايقة، إدخُلي إقعدي مع ياسمين عشان 5 دقايق وهتنام مننا، إذا مكانتش نامِت يعني.

أحلام: وأنتِ هَتعملي إيه؟!

غزل: جايَّه أهو.

أحلام: طيِّب.

"قالت كده وعدلِت الشال اللِ على كتفهَا وقامِت."

رواية أهرب من قلبي أروح على فين للكاتبة صفا أحمد

آدم: الجو تَلج.

غزل: أوي، وهوىٰ كمان.

= عرفتِ منين؟

- مَ أنا واقفة في البلكُونة أهو.

= إيه اللِ موقفِك في البلكُونة دلوقتِ؟ إدخُلي يلا الدُنيا بَرد.

- يعني هي برد في البلكُونة ومش برد في الشارع؟!

= أنا لابِس چاكيت.

- وانا لابسه البطانيَّة.

"ضحك وقال.."

= قلتِ لابسه إيه!

- ماهي كل واحدة فينا معاها كوڤرته شبه البطانيَّة كده، فَ أنا عشان ماخُدش برد أخدتها معايا وخرجت البلكُونة.

= طَب إدخُلي بردو، أنا نُص ساعة بِـالكتير وهوصَل إن شاءاللّٰه.

- إيه أخرّك كل ده أصلًا؟

= واحد صاحبنا كان لسه راجِع مِن السفر وطبعًا مشوفناهُوش من زمان، فَ قعدنا معاه وخرجنا بقىٰ وكُلنا كُنا متجمعين، عشان كده إتأخرت.

- أها، إتبسطت يعني أهم حاجة!

= أه كان يوم حِلو واللهِ.

- ماشي و..

"عطست، فَ قال بِـعصبية.."

= أنتِ لسه واقفة في البلكُونة صح؟

- خلاص دخلت أهو بجد.

= إخلصِي.

- لما تيجي بقىٰ إبقىٰ رِنّ عليا أنزل لَك السَبَت.

= ماشي.

"وقبل ما أقفِل قال.."

= أنتِ قلتِ عايزين الشيبسي بِـطعم إيه؟

- بِـالشطة لِـياسمين، وبِـالمَلح لِـ أحلام، وبِـال..

= وبِـالجبنة المُتبلة ليكِ.

"إبتسمت وأنا بقول لُه.."

- صَح.

= طيب إدخُلي يلا.

- باي.

_____________

"دبدِبت في الأرض وأنا بقول بِـعصبية وضيق.."

غزل: يييييييه بقىٰ يا آدم!!

__________________________

 - صَفـــا أحمـد |صُوفِــيّا

#يُتبَـع...

تعليقات

التنقل السريع